يميل مستخدمو مواقع التواصل إلى مشاركة المعلومات المضلّلة على حساباتهم بشكل كبير وذلك يعود إلى عدم وجود الوعي الكافي للتأكّد من مصدر الخبر. فبحسب الدراسات يبحث المستخدم عن المواقع على الانترنت بشكل عشوائي أو استناداً إلى الأرقام (أرقام الإعجاب، والمشاركة على الصفحة).
بحسب الخبراء، السبب الأول خلف انتشار الأخبار الكاذبة هو تصميم برمجة مواقع التواصل نفسها تليه أنظمة المكافأة على النشر لزيادة التفاعل على المواقع الالكترونية. ووفقاً للدراسات التي أجريت على عيّنة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية تبيّن أن انتشار الأخبار الكاذبة يرتبط بعادات المستخدمين وكيفية تعاملهم مع المنصات أونلاين، حيث أنهم يُشاركون الأخبار الزائفة أكثر بست مرّات من المستخدمين الجدد. كما أن تواجد المعلومة بشكل متكرر أمام المستخدم يرفع من فرصة انتشارها على نطاق أوسع.
لهذا السبب، تعمل الشركات المعنيّة وعمالقة التكنولوجيا على تفعيل أنظمة مكافحة المعلومات الكاذبة على الانترنت والتركيز على دقة المحتوى قبل الالتفات إلى أرقام الاعجاب ونسبة التفاعل.
خلال فترة انتشار الوباء، عملت شركة فيسبوك وانستغرام على محاربة المعلومات المضللة وتعديل المعلومات المنشورة المتعلّقة بالوباء لتفادي انتشار الأخبار غير الدقيقة قدر الامكان. الأمر نفسه تكرّر مع إثارة أزمة الزلازل التي ضربت مؤخراً بعض دول الشرق الأوسط وأفريقيا حيث اعتمدت المواقع الالكترونية على نشر المعلومات بسرعة دون التأكد منها أو من الأرقام التي تحملها، ما أثار الذعر في نفوس المستخدمين ونشر الأفكار السلبية. بحسب دراسات سلوكيات المستخدم على الانترنت فمن المهم النظر إلى كمية المعلومات المشاركة يومياً والأخذ بالاعتبار تبعاتها على المستوى الاجتماعي والصحي.
آلية تنظيمية للتصدي للأخبار الكاذبة
تقترح الشركات المعنية فرض القوانين على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت لاتمام عمليات البحث ومشاركة المعلومات بشكل دقيق. إلى جانب ذلك، يرى الخبراء أنه من الضروري معاقبة وملاحقة المواقع الالكترونية التي تتيح مشاركة المعلومات المضلّلة أو انتاجها. ومن الحلول المقترحة، إعطاء المستخدم امكانية التحكم ببيانته والوصول إليها وتحديد المواقع الالكترونية الموثوقة منها والمزيّفة للتصدي لعمليات التضليل والحدّ من المنشورات غير الصائبة.
بينما تُجسّد مواقع التواصل الاجتماعي صلة وصل افتراضية للمحادثات عن بُعد، أصبحت اليوم تعتبر مصدراً لتداول الأخبار أيضاً. من مواقع ترفهية إلى مواقع مرجعيّة، تظهر أهمية منصات التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، فكلّما تعددت وتطوّرت كلّما زادت المسؤولية في نشر المقالات.