أسرار وخفايا لطالما حملتها مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمع مليارات من المستخدمين حول العالم على منصاتها. بلمحة سريعة عن التغييرات التي حققتها هذه المنصات خلال فترة وجيزة، يمكننا أن نلحظ التحولات المتسارعة في حياتنا الاجتماعية أو حتى على مستوى الأعمال والاقتصاد.
وفقاً للاحصاءات الأخيرة، وصل عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم إلى نحو 4.74 مليارات مستخدم نشط ما بين فيسبوك وواتساب وتيك توك وسناب تشات.
قد تكون هذه المنصات وسائل ترفيهية بالنسبة للمستخدمين العاديين، بينما بالنسبة للخبراء في مجال التكنولوجيا هي وسيلة سهلة لتعقّب الشركات للمستخدم من خلال البيانات والمعلومات المشاركة.
بمجرّد تحميلها على الهاتف المحمول، تستعين منصات التواصل الاجتماعي بكل بيانات المستخدم، سواء استخدام المنصة أم لا: فبإمكان الشركات– خصوصاً تلك التي تهدف إلى تطوير حملات تسويقية وتبغي الربح من الاعلانات الرقمية - معرفة سلوك المستخدم على الانترنت، الصفحات التي يقوم بزيارتها والتسوق منها أونلاين، تحديث الموقع الجغرافي وغيرها العديد.
على الرغم من أنه التطبيق الأكثر انتشاراً عالمياً، تكثر المخاوف اليوم بشأن تيك توك الذي يمتلك قدرات خارقة لمراقبة المستخدم وتعقّب حركته ضعف الأدوات التي تمتلكها سائر التطبيقات المتوافرة على المتاجر الرقمية. كذلك تطبيق واتساب الذي بإمكانه أن يصل إلى صورنا، أرقامنا والمزيد من التفاصيل والبيانات بعد موافقة المستخدم على الشروط والأذونات التي يطلبها التطبيق من دون التدقيق بها والتي تشمل الصوت والصورة والموقع الجغرافي.
وفي إطار الخدمات المتاحة لنا مجاناً، كلما توسّع نطاق هذه الخدمات كلما أصبح الوصول للبيانات الشخصية من قبل الشركات أسرع وأسهل.
يقدّم خبراء التكنولوجيا بعض الارشادات لمزيد من الأمان على منصات الانترنت: إما عبر مقارنة تطبيقين مشابهين ببعضهما أو قراءة المعلومات التي يقدّمها التطبيق للمستخدم والتي ينشر فيها المعلومات التي سيتم مشاركتها عند تحميل هذا التطبيق.
إنتشار الجرائم الالكترونية
ساعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على انتشار الجرائم الالكترونية على نطاق أوسع لتطال نسبة أكبر من الناس. وفيما تنطلق مؤسسات القطاع العام والخاص لتحويل أعمالها إلى التطبيقات الذكية والمنصات الرقمية، تعمل الجهات المعنية على رفع مستوى الأمان لكسب ثقة المستخدم وتعزيز مقومات استخدام التطبيقات بشكل آمن. تشكّل المنصات الالكترونية تهديداً فعلياً لكل مستخدم على الانترنت خصوصاً بعد ظهور الحسابات المزيّفة والاختراقات.
تحرص المؤسسات الخاصة وكذلك الأفراد على زيادة الوعي وتعزيز الجهود الأمنية للتصدي لكل الجرائم الالكترونية التي مصدرها التطبيقات الذكية لعالم متطوّر وآمن في الوقت نفسه.
