فيما تتنافس القطاعات على تقديم أفضل تجربة للمستخدمين، تبقى الافضلية للخدمات "الأذكى". تعتمد المؤسسات على الحلول الذكية للدخول إلى الأسواق العالمية وازدهار الاقتصاد وحفظ الاستدامة المجتمعية.
على الرغم من التغيرات السريعة التي تطرأ على مجال التقنية والتكنولوجيا، تمكّن قطاع الرعاية الصحية والاستشفاء من مواكبة هذا التحول مع دعم الابحاث العلمية والعلاجات عن بُعد. تُقدّر قيمة سوق المستشفيات الذكية بنحو 11.19 مليار دولار مع دمج انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي بالأجهزة الطبية المتصلة التي تشكّل الحجر الأساس للمستشفى الذكية. وسط هذا التطوّر، سيستفيد الأطباء من أجهزة الاستشعار الذكية لاتمام العلاجات عن بُعد. فعلى مرّ التجارب، أثبتت المستشفيات الذكية قدرتها على الاستمرار في طبابة المرضى حتى خلال الأزمات مع توفيرها سجلات مفصّلة إلى جانب كل المعلومات البحثية عبر ملفات على الانترنت.
إعتماد الأنظمة السريعة وتوسّع المستشفيات الذكية
تعتمد العلاجات عن بُعد على الحلول الذكية والتطبيقات نظراً لسهولة استخدامها. فبحسب البيانات، يمكن أن يحدد الطبيب مراحل الحالة التي يعالجها ويقدّم لها الحلول الأمثل من خلال تقنيات الفيديو والأشعة ثلاثية الأبعاد.
تطرح المستشفيات الذكية خدمات وأنظمة متقدمة تساعد المريض وتقدم له الدعم عند الضرورة. يتمثّل التحدي الأكبر بقدرة الأطباء على توفير وقت الانتظار لأي مريض في الوقت الآني، ومن خلال تنفيذ برامج مختلفة من شأنها تسهيل سير العمل وتحسين رعاية المرضى. لذلك، يركّز عمالقة التكنولوجيا والشركات المصنعة للأجهزة الالكترونية على صناعة الموارد التي تعزز كفاءة المستشفيات.
تسرّع الأجهزة المحمولة والقابلة للارتداء التحول الرقمي في القطاع الصحي مع انتشارها أكثر بين المرضى والموظفين حيث يمكن حفظ المعلومات عليها والاستعانة بها في حالات الطوارئ وقد طوّرت شركات التكنولوجيا الساعات الذكية والسماعات التي تتبع دقات القلب وحرارة الجسم ومعدل ضغط الدم. يمكن استخدام المعلومات التي تم جمعها لتحسين مستويات اللياقة البدنية للمرضى.
تأخذ المستشفيات الذكية اهتماماً واسعاً من قبل حكومات الدول في العالم والشرق الأوسط حيث يتم تطوير البنية التحتية وتوفير كل الشروط اللوجستية لادارة هذه المستشفيات ودعمها.
بحسب المراكز الصحية، يقضي الأطباء 35% من وقتهم في التوثيق و 19% فقط في رعاية المرضى. لذا، من المتوقع أن يساعد تطبيق المنصات الذكية الأطباء على خدمة المرضى بطريقة سريعة. وفي هذا الاطار، تعلن الحكومات عن شراكاتها الاستراتيجية لإنشاء المستشفيات الرقمية الأكثر ذكاءً مع توفير بيئة آمنة للعمليات السريرية.
الروبوت يشارك الأطباء في الجراحة وتشخيص المرض
يستمر تطوّر التقنيات الروبوتية في القطاع الصحي مع دخولنا عام 2023 في وقت نشهد فيه استخدام الروبوت ذاتي القيادة للتنقل بين المرضى في المستشفى لتوزيع وجبات الطعام أو الدواء عند الدوام.
ولن ينحصر الموضوع في تنقل الروبوت بين أقسام المستشفى بل طوّرت إحدى شركات التكنولوجيا تقنية تسمح للروبوت بنقل الأدوية إلى منازل المرضى لتفادي العوائق والازدحام داخل المستشفى.
بحسب الأطباء، يسهل الروبوت العمل وخصوصاً في القطاع الطبي حيث تقدم التكنولوجيا للمريض تجربة فريدة ومميّزة ستواصل الشركات تحسينها خلال السنوات المقبلة. ومع ظهور الذكاء الاصطناعي، ازداد التوجه نحوه مع إلتزام الدول بسياسة التحول الرقمي والعمل عن بُعد.
وأثبتت الدراسات أن اعتماد الحلول التكنولوجية أثناء العمليات الجراحية يحد من الأخطاء الطبيّة والمضاعفات المفاجئة، فمن المتوقع أن يبلغ حجم استخدام الروبوتات الطبية في القطاع الصحي 20 مليار دولار خلال العام الجاري. وتختلف مهام الروبوت الطبي بين المساعدة في الأعمال الجراحية، أو الاستعانة به لاعادة تأهيل الجسم ما بعد العملية، فيما الروبوتات التي تتفاعل عن بُعد تسمح بإتمام العلاجات بسهولة وراحة من المنزل، كذلك يأتي دور روبوت التعقيم الذي يستعين به الأطباء لتعقيم غرفة العمليات بدقة عالية لمكافحة كل الفيروسات. أما الروبوتات التشخيصية فبإماكنها تشخيص الأمراض بنسبة 98% خصوصاً في الحالات المتقدّمة.
مع توسع الحلول في المنطقة العربية، افتتحت المملكة العربية السعودية أول مستشفى افتراضي في الشرق الأوسط لتقديم خدمات الرعاية الصحية افتراضياً. يُسخّر المستشفى الافتراضي أحدث التقنيات المبتكرة لدعم المرافق الصحية في المملكة ويدعم 130 مستشفى حول المملكة العربية السعودية بعدد من التخصصات النادرة.
تحديات جديدة أمام المستشفيات القادمة
تشير منظمة الصحة العالمية إلى التحديات التي ستواجه القطاع الصحي في المستقبل مع ظهور سلالة جديدة من الأمراض والفيروسات المتحوّرة. إلا أن من الضروري مواكبة هذه التطورات مع الأنظمة صحية الذكية لحماية السكان.
في هذا الخصوص، يشير خبراء الصحة أن المستقبل سيكون واعداً للمستشفيات الذكية والجراحات الرقمية عن بُعد. فبهدف السعي وراء تحسين الخدمات الطبية ونقل القطاع إلى مستوى أعلى، تسعى الجهات المعنية إلى تزويد فريق الأطباء بكل ما يلزم من معدات وبرامج حفاظاً على صحة المريض. كما سيكون بإمكان الروبوتات المستقبلية القيام بعمليات تحضيرية عن بُعد مع فريق من المتخصصين.
في ظلّ هذا الواقع، تدعو المراكز الطبية إلى توفير رأسمال لسدّ الفجوة الرقمية بين الدول التي بإمكانها تطوير بنيتها التحتية وتلك العاجزة عن إنجاز أي خطوة بهذا الشأن. هنا يقع دور الحكومات والقطاعات لتوفير العلاج الآمن والحلول الذكية لأكبر عدد ممكن من السكان مع بداية العام الجديد.