يتعايش الانسان مع الابتكارات الذكية والأجهزة الالكترونية لتتيح له التحكّم بأموره واعطاءه قدرات فائقة. فبعد سلسلة من التجارب، يتم التداول حالياً بمشروع زرع شرائح إلكترونية بدماغ الانسان لأهداف طبيّة.
تواصل الشركات تطويرها شرائح الدماغ إذ أنها تمنح المصابين بإعاقات جسدية أو يتعذّر عليهم التحرّك التواصل من جديد مع محيطهم الخارجي. لا مستحيل لدى التقنيات التكنولوجية التي ستعيد للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الحركة حياتهم من جديد. ستتوفّر هذه الشريحة للبشر بعد مجموعة من التجارب أقيمت على الحيوانات. إلى جانب الخدمات التي ستقدّمها الشريحة على مستوى الصحة، يأمل عمالقة التكنولوجيا أن يتم تطوير هذا الابتكار ليتمكّن الانسان من الاتصال بالأجهزة الالكترونية الخاصة به أو الهاتف الذكي عبر الشريحة في دماغه التي ستكون قادرة على قراءة أنشطة الدماغ وتنفيذ أوامره. لن يقتصر التطوّر على ذلك فحسب، بل ستتيح الشريحة للانسان فرصة لتخزين الذكريات التي يريدها أو إلغائها.
الدماغ الحاسوبي: التحكم الآني بحركة الانسان وغيرها من الخدمات
يأتي مشروع تطوير شريحة الدماغ مع مساعي شركات التكنولوجيا لتأمين التواصل بين البشر من خلال آلات حاسوبية سريعة الاستجابة. تُسجّل الشريحة الذكية حركات جسم الانسان والجهد طوال اليوم مما يمثّل النظام العصبي الموجود في خلايا الدماغ. ثم تُحدد بعض الخوارزميات معدل النشاط العصبي وإرساله إلى الحاسوب كل 25 مللي ثانية، ليتم فك التشفير واستقبال الاشارات بناءً على الشريحة الذكية المزروعة داخل دماغ الانسان.
تأمل شركات التكنولوجيا أن تتمكّن التقنيات المستقبلية من معالجة المصابين بالشلل أو الذين يعانون من صعوبة في الحركة لتعود حياتهم إلى شكلها الطبيعي. كما تُستخدم الشرائح الذكية لإعادة نشاط دماغ الانسان والمصابين بأمراض عصبية معيّنة.
على الرغم من الانتقادات لم يتوقف خبراء التكنولوجيا عن اجراء اختبارات عدّة لتجربة الشريحة الذكية وزرعها في دماغ الانسان من دون عواقب. سيكون الانسان قادراً على تحميل المعلومات في دماغه بسرعة ومرونة. وتعقيباً على هذه التجارب، ستُمكّن الشريحة الذكية المصابين بالشلل من استخدام هواتفهم وأجهزتهم الذكية بكفاءة عالية.
تضاعف الإستثمارات وانتشار الشرائح الإلكترونية
شهدت الدول النامية ومنها السويد إطلاق حملات لنشر مفهوم زراعة الشريحة الذكية وتأمين الاتصال قريب المدى. يعتقد بعض الباحثين أنه يجب استخدام التكنولوجيا للارتقاء بجسد الانسان، حيث تستخدم الشريحة الذكية المزروعة في جسد الانسان أو دماغه لفتح الأجهزة بدلاً من ادخال الرقم السري. تعتبر الشريحة الذكية عملية الاستخدام حيث يمكن للانسان أن ينقل بياناته لأي جهاز آخر بمجرّد الاقتراب من الكود المحدد. لكن ماذا عن الانتهاكات الأمنية؟ تشير الدراسات إلى أن هذه الشرائح شبيهة بمفتاح تحكّم عن بُعد لكن احتمال الاختراق موجود. ولا يستبعد البعض أن يتم استنساخ شريحة أحد الأشخاص واستخدام الهوية نفسها لدخول أي مكان. عملياً، لا يمكن مراقبة الشريحة الذكية داخل جسم الانسان، فهي صغيرة جداً وقادرة على القراءة بمسافة سنتيمتر واحد فقط، وهي غير مزودة ببطارية أو بأي مصدر للطاقة قادر على اطلاق اشارة من تلقاء ذاته.
وكما في الأعمال كذلك في التجارة، حيث تستخدم الشريحة الذكية لتسهيل عملية التعرّف على التجار في المنطقة ذاتها. ويرغب العديد زرع شريحة في جسدهم واستخدامها عند الدفع أو التنقل أو عبور أي حاجز بسهولة، فهي شرط لمعاصرة العصر الحديث والتقدّم.
الشرائح الجاسوسية... ما مدى خطر الاختراقات؟
بينما تُشجّع بعض الدول على زراعة الشرائح الذكية في جسم الانسان، يعارض القسم الآخر هذا الموضوع بشدّة. ففي العام 2007، توقفت الولايات المتحدة عن زراعة الشريحة الذكية بعد سلسلة من التجارب السيئة والأمراض والأورام التي ظهرت حول الشريحة المزروعة في أجساد الحيوانات. فإلى جانب المخاوف التي يثيرها الأطباء حول التداعيات الصحية التي قد تسببها هذه التقنية، تُشكّل هذه الشرائح تهديداً للبيانات الشخصية التي قد تتعرّض للاختراقات المتتالية.
تتغيّر تقنية تحديد الهوية بموجات الراديو بسرعة كبيرة فيما تجري شركات التكنولوجيا استثمارات ضخمة في هذا المجال. ومن المتوفع أن تتطوّر هذه التقنية خلال السنوات المقبلة لتّخزّن جميع البيانات فيها. ونظراَ للدراسات الأخيرة، نلحظ تطوراً كبيراً في هذه التقنية وانتشارها بشكل أوسع حول العالم، فبعض الأشخاص بفضلون التخلي عن كل الأجهزة واختصار معلوماتهم من خلال هذه الشريحة فقط.
تقدم التكنولوجيا الجديدة الكثير من الخدمات فيما قد تصبح هذه الخدمات مفروضة علينا من قبل الحكومات مما سيحتم على معارضي هذا التطوّر الخضوع للأمر الواقع. يتجه العالم صوب الرقمنة والتحول الرقمي وهنا يبقى الأمر للشركات في كيفية اعتماد التكنولوجيا بالشكل السلبي أو الايجابي.
تحضر التكنولوجيا وتقنية تحديد الهوية في سياراتنا وبيوتنا ومكاتبنا، فهل سيصبح جسد الانسان حاملاً لهذه التقنية عاجلاً أم آجلاً. كما ينمو قطاع الشرائح الذكية سنوياً بنحو مليار دولار منذ العام 2012 .
يرى مؤيدو الشرائح الالكترونية فوائد عدّة بهذه التقنية لاندماج الانسان أكثر بعالم الرقمنة والتكنولوجيا على كافة المستويات ومساعدتهم على التخلّص من المفاتيح المعدنية أو البطاقات. ويبرز الخوف الأكبر بقدرة الشركات على مراقبة الانسان بكل تحرّكاته وانتهاك الخصوصية.
زرع الشريحة في جسدنا: فكرة جذابة
تبدو فكرة زرع الشريحة في جسد الانسان مناسبة للبعض، ففي العام 2021 أجريت دراسة لاستطلاع الرأي عبّر فيها أكثر من 4 آلاف شخص في أنحاء المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبي عن رأيهم حيث أشار 51% منهم إلى رغبتهم بالقيام بذلك في المستقبل.
تعتبر الشرائح وسيلة أخرى للاتصال وتبادل البيانات عبر انترنت الأشياء مع اصرار شركات التقنية والتكنولوجيا على حماية البنية التحتية والعمل على تطوير كل الحلول الأخرى لازدهار مستقبل الشرائح المزروعة.