تُنفق الشركات أموالها على قطاع التكنولوجيا والخدمات السحابية مع تطوّر الواقع الافتراضي والواقع المعزز. كما مواقع التواصل كذلك المنصات الرقمية ستجتاح عالمنا لتسهّل حياتنا مع وصول الانترنت إلى كل أقطاب العالم.
يزدهر سوق الحوسبة السحابية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مع توقعات بأن يحقق نمواً سنوياً بنسبة 21%، إجمالي مركّب، بحلول العام 2027. وفي هذا الاطار، يؤكّد الخبراء أن المنطقة بحاجة إلى هذا النوع من الخدمات مع ارتفاع معدّل الاختبارات سنوياً للبحث والتطوير. بدورها، تستخدم الشركات الصغيرة والمتوسطة حجماً أكبر من البيانات التي تعمل على نقلها إلى السحابة والعمل على معالجتها وتحليلها مع اعتماد استراتيجية الحلول الذكية. تتصدر الامارات والممكلة العربية السعودية في نشرها لخدمات الحوسبة السحابية من خلال دعم الشركات للدخول إلى هذا السوق وتحقيق النمو. فخلال السنوات الخمس المقبلة، سننتقل إلى تقنيات تكنولوجية جديدة لتحويل قاعدة الأعمال.
الحوسبة السحابية للمستقبل القريب
يوسّع مزودو خدمات السحابة قواعدهم لتوفير تجربة مميّزة للعملاء. من هنا يأتي دور الحوسبة المتطورة لتتعزز الخدمات السحابية من خلال السحابة الإقليمية والصناعية. أما بالنسبة للمصانع والشركات، فتعتبر هذه التحولات حافزاً لتطوير أعمالها بنظرة مختلفة. وفقاً للدراسات، سيتم توفير 70% من متطلبات العملاء من الإمكانات السحابية الأصلية من خلال النظم الايكولوجية لمزود الخدمة السحابية الأصلية، فائقة السرعة، بدلاً من التركيز على سحابة الحافة. قد يتجاوز الانفاق على الحوسبة السحابية في العام 2026 حدود التريليون دولار في جميع أنحاء العالم، متجاوزاً بذلك جميع أسواق تكنولوجيا المعلومات.
أما بالنسبة للتحولات التي تطال البنية التحتية الرقمية، فتركّز الشركات على نشر البيئات الملائمة للسحابة وعلى مرونة التطبيقات وخلال الادارة والتصميم والتحكّم المؤاتي. ومع تدفق البيانات تُنشئ الادارات فرقها لدعم السحابة من مختلف المراكز. تتشابك السحابات مع بعضها بطرق متنوعة اعتماداً على الموقع الفعلي للشبكة أو الأجهزة الذكية.
تتيح الحوسبة السحابية الامكانيات للاستجابة إلى متطلبات وتوفير السرعة لكل العمليات. تتصدر السحابة قائمة التكنولوجيا المستخدمة حديثاً لكفاءة أكبر. تُعد السحابة تقنية غير مستغلة على المستويات كافة، لذلك فإن الحاجة إلى رؤى للمنافسة والازدهار أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى.
تندفع الشركات لتقديم رؤية واضحة في الوقت المناسب للدخول في سوق المنافسة. وتعتبر سنة 2023 هي العام الذي ستحقق فيه الحوسبة السحابية أخيرًا إمكاناتها الحقيقية - حيث تجمع بين سهولة الاستخدام وسرعة الوصول على نطاق أوسع. إذ من الناحية العملية، لا يشمل ذلك علماء البيانات الذين يسهلون عمليات تكامل التكنولوجيا السحابية المتطورة فحسب، بل يشمل أيضاً تطوير مهارات خبراء المعرفة في القسم والعاملين في مجال البيانات لحل مشكلاتهم باستخدام البيانات الموجودة في السحابة.
تعزز الحوسبة السحابية الامكانات البشرية وتسمح باختبار خدمات أبعد من الواقع، إن كان في مجال الرعاية الصحية أو التعليم أو الاقتصاد أو الأعمال. يأتي الانتقال التام إلى السحابة مع النمو الهائل للبيانات والحاجة إلى الاستجابة للعملاء بسرعة.
تحديات الحوسبة السحابية
تحديات عدّة تواجه الشركات نظراً للامكانات المحدودة التي تتوفر لديها وتمثّل أوّلها بكيفية تأمين البيانات وتعدد فروع مراكزها. كما يُعد مصدر الحوسبة السحابية عالماً خطراً معرضاً لمجموعة كبيرة من التهديدات والهجمات على مدار السنة إذ تتفاقم هذه التهديدات مع غياب برامج الحماية.
ترتبط غالبية التحديات بعدم قدرة الشركة على اتخاذ الاجراءات الصائبة لحلّ المشاكل العالقة خصوصاً وأنه لا يزال قسم كبير منها يخشى تخزين البيانات السحابية. فعند اعتماد الحوسبة السحابية لا بدّ من وضع استراتيجية واضحة لتبني البيئة السحابية مع اعتماد الأنظمة الحديثة.
وعلى الرغم من المخاوف بشأن السحابة، تهتم المؤسسات والشركات بهذه التقنية مع إطلاق العديد من مراكز العمليات السحابية لمراقبة الخوادم والتطبيقات الذكية وكل ما له علاقة بالبيئة السحابية، لضمان خصوصية المعلومات ورصد الهجمات قبل حدوثها.
في هذا الاطار، نفسه، تقتقر بعض أنظمة الشركات إلى التحديثات الالزامية المتعلّقة بأمن الأجهزة المستخدمة. على ضوء ذلك، يبقى تدريب فريق العمل أمراً مهماً لتدريبه على كيفية استخدام "كلاود" ومعرفة الثغرات. فبالرغم من أن البيئة السحابية أصبحت أكثر تحكماً، يتم اعداد أجهزة كمبيوتر خاصة إلى جانب الهواتف والأجهزة الالكترونية الأخرى القادرة على الاتصال بالشبكة بأمان. فبحسب المعلومات تعمل كل 3 أو 4 فرق عمل بالسحابة مما يعرّضها للهجمات السيبرانية أكثر من غيرها بعشرة أضعاف.
بدورهم يستغل المقرصنون هذا الواقع لزيادة انتهاكاتهم المتتالية عبر توفير المزيد من خدمات الانترنت المغرية، فضلاً عن الشبكات السحابية المكوّنة بشكل خاطئ والتي قد تعرّض المستخدم إلى تهديات أكبر وأكثر خطورة.
خطوات لحماية البيانات والأمن السحابي
تستخدم الشركات والأفراد الشبكة الاقتراضية الخاصة VPN للحفاظ على أمن وخصوصية البيانات عند الانتقال إلى السحابة، العمل على تشفير البيانات الحساسة والخاصة والتأكد من أن مزود الخدمة يعمل على تشفير البيانات المشاركة، بالاضافة إلى اختيار برامج الحماية لمنع خرق البيانات.
أما الأفراد فعليهم التحقق من الروابط والخدمات الأمنية المستخدمة، تأمين شبكات الوصول للانترنت، استخدام كلمات مرور قوية، تثبيت برنامج الأمن الالكتروني للتصدي إلى الهدجمات وتحديث كل برامج الحماية القديمة لمنع غرق البيانات.