خلال منتدى "الاتصالات" الذي عُقد مؤخراً في مدينة شينزن الصينية، استعرضت هواوي جهودها على مدار أكثر من 30 عاماً لتعزيز التطور التقني في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات عموماً، ونشر تكنولوجيا الاتصالات الحديثة بمختلف أجيالها على وجه الخصوص.
وأشار ليانغ هوا، رئيس مجلس إدارة هواوي إلى أن الشركة ساهمت ببناء ونشر أكثر من 1500 شبكة توفر الاتصالات لأكثر من ثلاثة مليارات شخص في أكثر من 170 دولة ومنطقة من خلال التعاون مع مشغلي الاتصالات في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من التطور الكبير الذي شهدته شبكات الاتصالات، مازال توفير الاتصال الثابت للجميع يواجه تحديات كبيرة، وهناك المليارات من الأشخاص في المناطق النائية بجميع أنحاء العالم لا تتوفر لهم شبكة الإنترنت وبالتالي لا يمكنهم الوصول إلى المعرفة والتدريب على المهارات الرقمية والفرص التي توفرها. وتشكل نسبة الأشخاص الذين يعيشون في مناطق لا تتوفر فيها شبكات الهاتف المحمول حوالي 6% من سكان العالم وفقاً لتقرير اقتصاد الهاتف المحمول 2022 والذي نشرته الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جي اس ام ايه)، لكن هناك فجوة كبيرة في الاستخدام حيث ما زال العديد من الأشخاص الذين تتوفر لهم خدمات الشبكة لا يمكنهم استخدام الإنترنت. كما أشار التقرير إلى أن مجالات فجوة الاستخدام وصلت إلى 3.2 مليار شخص في عام 2021 أي ما يعادل 41% من سكان العالم.
وقال هوا: "نشهد انتقالاً من عصر الإنترنت عبر الهاتف المحمول إلى العصر الذكي، حيث ستكون جميع الأشياء متصلة ولن يقتصر دور الاتصال على توفير الاتصالات السلسة. وسيسهم الاتصال في تمكين الجميع من دخول العالم الرقمي ودفع عجلة التنمية الاجتماعية. لذلك يجب تمكين جميع الأشخاص من اغتنام الفرص التي يوفرها العالم الرقمي لأن الاتصال لم يعد من المقومات الأساسية للاقتصاد الرقمي فحسب، ولكنه بات حقاً أساسياً لجميع الأشخاص. ولذلك، نتعاون مع الشركات التقنية والشركاء على ضمان توفير الاتصالات للجميع، خصوصاً في المناطق الريفية والنائية".
وعلى ضوء ازدياد الطلب على اتصالات الهاتف المحمول في المناطق الريفية، تلتزم هواوي بتوفير حلول الاتصال الرائدة لا سيما حلول رورال لينك RuralLink ورورال ستارRuralStar التي تساعد المشغلين على توفير اتصال الهاتف المحمول للمناطق الريفية ووضع الاتصال الرقمي في متناول الجميع بدون استثناء. وساعدت الشركة المشغلين في الصين على تعزيز تغطية شبكات الهاتف المحمول فائقة السرعة وتوفير خدمات الجيل الرابع أو الجيل الخامس لمعظم المناطق الريفية. ووفرت حلول رورال ستار الاتصال للعديد من المستخدمين خارج الصين وساهمت في تمكينهم من الوصول للمعلومات والخدمات بسلاسة، كما هو الحال في المناطق الحدودية في أفريقيا والأماكن التي لا تتوفر فيها تغطية الشبكات في المناطق المتطورة. وفي نهاية عام 2021، وفرت حلول رورال ستار الاتصال لـ60 مليون شخص في المناطق النائية في أكثر من 70 دولة.
وكانت هواوي أطلقت حل رورال لينك بفضل الابتكارات التي تمتلكها في مجال المحطات، واللتي تسهم في تمكين عمل المحطات النظيفة والسلسة وتطويرها بما يتيح للمشغلين توفير شبكات الهاتف المحمول التي تمتاز بدورات العمل السلي المستدام للمناطق الريفية والنائية. وتعتمد حلول هواوي رورال ستار ورورال لينك على القدرات الابتكارية التي تمتاز بها تجهيزات هواوي والمحطات والطاقة والنقل والهوائيات للتغلب على التحديات التي تواجهها عمليات نشر المحطات التقليدية مثل التكاليف الكبيرة وصعوبة النقل ونقص الطاقة ومشاكل الصيانة. ومن خلال الاستثمار في الابتكار التقني، تمكنت الشركة من تحديث هذه الحلول لتعزيز التغطية في المناطق النائية وتوفير تجارب اتصال النطاق العريض فائق السرعة للمزيد من الأشخاص والمستشفيات والمدارس والحكومات المحلية والشركات الصغيرة والمتوسطة.
والتزمت هواوي بدعم مبادرة شريك للاتصال Partner2Connect التي أطلقها الاتحاد الدولي للاتصالات (آي تي يو) والتي تهدف إلى توفير الاتصال لحوالي 120 مليون شخص في المناطق النائية في أكثر من 80 دولة بحلول عام 2025 لردم الفجوة القائمة حالياً. وأعلنت هواوي أنها ستتعاون مع الشركاء على توفير الخدمات المالية الرقمية لـ500 مليون شخص والتعليم الشامل لـ500.000 شخص بحلول عام 2025.
وقال مالكولم جونسون، نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات: "يجب اعتماد نهج تعاوني لردم فجوة الاستخدام، حيث عقد الاتحاد العديد من الشراكات مع الأطراف الفاعلة مثل الحكومات والشركات والمنظمات الدولية من أجل تحقيق هذا الهدف. ويعكس التحالف مع هواوي نهجنا المشترك الذي يركز على تعزيز التعاون وتحسين الموارد لتوفير الاتصال الفائق".
ولا يقتصر دور الاتصال على توفير الاتصالات السلسة، بل يسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية. ففي بنغلادش، يتم الاعتماد على الاتصال لتنفيذ المدفوعات عبر الهاتف المحمول وتوفير الخدمات المالية. ويبلغ عدد سكان البلاد 165 مليون نسمة يعيش 70% منهم في المناطق الريفية، حيث يواجهون صعوبات كبيرة للوصول إلى الخدمات المصرفية نظراً إلى المسافات الكبيرة التي تعيق إجراء عمليات الإيداع والسحب. ولذلك، أطلقت شركة bKash، وهي منصة للخدمات المالية عبر الهاتف المحمول، خدمة المحفظة الإلكترونية عبر الهاتف المحمول بالتعاون مع هواوي حيث يمكن للأشخاص إيداع الأموال وسحبها من خلال تطبيق على الهاتف المحمول. وإذا لم يتمكنوا من تنزيل التطبيق، يمكنهم التسجيل على المنصة باستخدام الرموز القصيرة أو في متاجر الاتصالات للوصول إلى خدمات نقل الأموال وسحبها وتنفيذ المدفوعات.
وفي نيجيريا، ساهمت التكنولوجيا في توفير الإمدادات الطبية بسلاسة حيث توفر منصة LifeBank الصحية الرقمية المحلية الاتصال بين المستشفيات ومراكز التوريد مما يسهم في تمكين الوصول إلى منتجات الدم والأوكسجين في الوقت الفعلي وتوفير الخدمات فائقة الجودة من خلال الإدارة الشاملة بدءاً من تحديد المصادر والمواقع وصولاً إلى التتبع والتسليم. وعندما يحتاج المستشفى إلى الدم بشكل عاجل، يمكن تسجيل الدخول على المنصة وإرسال الطلب ثم يمكن للشخص المسؤول عن توصيل الدم تحديد أقصر طريق إلى المستشفى من خلال خدمات الموقع عبر الهاتف المحمول، مما يضمن وصول الدم إلى المرضى في وقت قصير ويسهم في الحفاظ على صحتهم وإنقاذ الأرواح.
وفي القارة الأفريقية، وفرت هواوي أكثر من 250.000 كيلو متر من الألياف الضوئية مما ساهم في تمكين 30 مليون عائلة من الوصول إلى النطاق العريض فائق السرعة وتحسين تجربة المستخدم حيث يتجاوز معدل سرعة النطاق العريض المنزلي 30 ميغابت في الثانية مما يوفر تجربة شبكة منزلية ذكية وسلسة.
ويتطلب توفير الاتصال للأشخاص غير المتصلين العديد من المهندسين والشبكات ومطوري البرمجيات الذين يتمتعون بالمهارة. ولذلك، تدعم هواوي التنمية الشاملة وتسهم في توفير التقنيات الرقمية للجميع من خلال برنامج TECH4ALL. وبحلول نهاية عام 2021، ساهم هذا البرنامج في تنمية المهارات الرقمية وتحسين المعرفة العلمية والتقنية لأكثر من 110.000 شخص بمن فيهم المعلمون والطلاب في أكثر من 400 مدرسة بالإضافة إلى الشباب العاطلين عن العمل. كما تسهم وظائف الوصول التي توفرها أجهزة هواوي في تمكين 4.4 مليون مستخدم من ذوي الاحتياجات الخاصة البصرية وأكثر من 800.000 شخص من الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع من استخدام التقنيات الرقمية بسلاسة شهرياً.
وبحسب هواوي، يعتبر الوصول إلى الشبكات الثابتة من المتطلبات والحقوق الأساسية في العصر الرقمي، حيث باتت الاتصالات تؤدي دوراً أساسياً في مختلف جوانب الحياة، وتسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على البيئة.