يقدّم النطاق الترددي العريض اتصالاً عالي الجودة عبر الهواتف المحمولة وشبكات الانترنت وبمعدلات أعلى للحصول على خدمة مثالية. تّحدد معظم دول الشرق الأوسط وأفريقيا موجات النطاق العريض كمصدر أوسع لبناء الدولة والانتقال إلى اقتصاد قائم على الاتصال والاقتصاد الحديث.
تجتمع شركات الاتصالات والتكنولوجيا والتقنية على الانترنت ذي النطاق العريض لتحقيق التنمية المستدامة وخلق المزيد من فرص العمل الافتراضية. تهدف الاستراتيجية الحالية إلى توسيع نطاق شبكات الانترنت للوصول إلى كل المناطق النائية وفي المدينة؛ وعلى الرغم من كل التحديات تقدم دول المنطقة اقتراحات عدّة حول كيفية تسريع الانترنت ونشر النطاق العريض من خلال اتخاذ اجراءات وتدابير تُطوّر من خلالها شبكات الجيل الخامس والابتكارات الجديدة ذات الكفاءة العالية. كما ترى شركات الاتصالات ان تغيّر مستقبل شبكات الجيل الخامس والهاتف المحمول يفتح المجال لاختبار الكثير من التجارب الرقمية والتقنيات الذكية التي تعزز الاقتصاد خلال المرحلة المقبلة. يوفر النطاق العريض التوازن والسعة الكبيرة لتحسين الأداء عبر قنوات متسلسلة. وبينما تخطط بعض الشركات للانتقال إلى تقنية واي فاي 6 و7 مع مطلع العام 2024؛ للنطاق العريض تأثيره الايجابي على المجتمع والاقتصاد والانتاج المحلي فهو يُقارن بغيره من التقنيات الذكية التي تساهم في تنمية المهارات البشرية وتُمكّن التحول الاجتماعي.
يتيح النطاق العريض البنية التحتية الذكية بما فيها الشبكات اللاسلكية والعدادات الذكية وأنظمة النقل إلى جانب دعم المشاريع التكنولوجية الناشئة. وتعتمد دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا النطاق العريض لتعزيز الاتصال والاستراتيجيات ذات الصلة. على ضوء ذلك، ارتفع عدد الاستثمارات في سوق النطاق العريض مع توجه أصحاب الأعمال نحو هذه الطريقة لمعدلات وصول عالية. نرى الدول العربية والمنطقة في مراحلها الأولى لتبني هذا النطاق للانتقال من الحلول القديمة التقليدية إلى الحلول الذكية المتطوّرة.
نطاق ترددي جديد لشبكات الجيل الخامس
يتيح النطاق الترددي الجديد التوسع بالتقنيات المبتكرة انسجاماً مع التوجهات الحالية الداعمة للتطبيقات الذكية وممارسات الثورة الصناعية الرابعة؛ وهذا ما يمثل سعي الحكومات إلى استخدام الشبكات اللاسلكية مع الترددات المختلفة لتأمين انتقال البيانات الضخمة بسعة كبيرة. في خطوات مهمة وموثوقة، تطرح شركات الاتصالات النطاق 6 جيغاهرتز لتغيير مستقبل شبكات الجيل الخامس مع تنوع استخداماتها وتوفير تجربة مميّزة للعملاء من جهة والمساهمة في ازدهار الاقتصاد المستقبلي من جهة أخرى.
من جهتها أعلنت شركة e& المعروفة سابقاً باسم اتصالات عن انتهاء تجربتها الأولى في النطاق الترددي 6 جيغاهرتز استعداداً لقدرات الجيل الخامس. تترجم هذه الخطوة رؤية الشركة الثاقبة ومستقبل التكنولوجيا القائم على السرعة والأمن مع توفير المزيد من السعة. ويلعب نطاق 6 جيغاهرتز دوراً مهماً في استخدام التطبيقات الذكية المتنوعة مع زيادة وجود الهاتف المحمول لتقديم تجربة عالية الجودة واتصال دائم من دون توقف. وبحسب المعلومات، يوفر هذا النطاق تغطية شاملة لتوفير بيئة مثالية لشبكات الجيل الخامس والتقنيات المرتقبة خلال السنوات الخمس المقبلة. كما يسمح نطاق 6 جيغاهرتز الاستفادة من الشبكة من أي مكان دون تكثيف الشبكات. دعَمَ ظهور الجيل الخامس أهداف الحكومات بتحقيق التحول الرقمي الشامل للصناعات كافة مع انتقال شركات الاتصالات إلى الحلول الذكية ودخولها تدريجياً إلى العالم الافتراضي.
تُمكّن شبكات الجيل الخامس المجتمع الرقمي حيث يُقدّر أن يساهم في ازدهار اقتصاد العالم بقيمة 700 مليار دولار بحلول العام 2030. ويقود ربط الجيل الخامس بالنطاق 6 جيغاهرتز إلى اتصال الأفراد والشركات بسرعات خارقة تقوم على الأتمتة والكفاءة. كما تعمل شركة e& الرائدة بمجال الاتصالات على تلبية احتياجات العملاء المتغيّرة باستمرار إلى جانب عدد من المشغلين ومزودي الانترنت وخدمات الاتصالات حول العالم. تُركز الاستراتيجيات المستقبلية على توفير التغطية الشاملة والاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستدامة.
تطوير البنية التحتية للنطاق الترددي الجديد
تُمثل شبكات النطاق العريض هدفاً كبيراً أمام دول الشرق الأوسط وأفريقيا بغية التوسع وتحقيق التكامل. على ضوء ذلك، تعتمد الدول حالياُ استراتيجية وطنية لتحفيز سوق النطاق العريض ومنهجيته لتوسيع رقعة التغطية لتطال كل المناطق دون استثناء. تستفيد الحكومات من هذا التطور لتطوير قطاع الاتصالات والتقنية في آن واحد، بما يتماشى مع الواقع الجديد. هنا تلعب المقومات والامكانيات المالية والتقنية دورها في نشر الشبكات بكلفة مدروسة. ومن أهم العناصر التي يجب تواجدها لتحقيق عملية الانتشار بنجاح، المعايير التكنولوجية، وجود إدارة استراتيجيةت نظيمية، تنوع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بناء خطط تدعم نشر النطاق العريض.
هذا وتعمد الدول الى استخدام الحلول الحديثة بعيداً عن الحلول القديمة والأجيال السابقة لضمان توافق النماذج الحديثة مع الأسواق. فمع تواصل تطور تكنولوجيا واي- فاي، يعزز النطاق العريض اعتماده لتنشيط خدمات مزودي الاتصالات والانترنت اللاسلكية. في هذا الاطار، تشير الدراسات إلى الاتجاهات الجديدة التي من المفترض أن تتخذها التكنولوجيات المستقبلية مع احترام معايير الحفاظ على البيئة والمجتمع المحيط. فإن قيمة تكنولوجيا الواي فاي ترتفع سنوياً حيث من المرجح أن تصل إلى 3.47 تريليون دولار بحلول العام 2030.
هذا وتتسابق الشركات لإدخال شبكات الجيل الخامس إلى أعمالها واعتمادها بمرحلة مبكرة والاستفادة من كل فوائدها خصوصاً بالنسبة للمشغلين ومزودي خدمات الاتصالات. فإن توفر النطاق العريض من خلال الجيل الخامس يُعد مسألة مهمة جداً لازدهار البلاد. إلى جانب تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء التي تعد قاعدة أساسية للتحول الرقمي. هذا الاندماج يحسن تجربة المستخدم النهائي بالاضافة إلى التطبيقات والأعمال الجديدة التي هي بحاجة لهذا الدعم الرقمي للاستجابة بسرعة ودقة عالية وتقديم أداء موثوق.
إلا أنه قد تواجه شبكة الجيل الخامس الكثير من التحديات التي تعيق انتشارها وتحد من الاستثمار فيها. في هذا الوقت يرتفع استهلاك الشبكات مع تطور الاعمال وتحولها إلى الانترنت، فيبقى على الشركات التقنية الاستجابة إلى الواقع الجديد والاستعداد للمرحلة المقبلة مع استخدام مكونات رئيسية تكون على قدر السياسات التكنولوجية المفروضة لتحسين الاتصالات والاطر التنظيمة والادارية في القطاعات العامة والخاصة .