يتوسّع اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى كافة أنحاء العالم لتقوم على أساسه الأعمال والشراكات والتعاونات والمبادرات. وفي حلبة المنافسة بين الدول وسعيها لدمج التكنولوجيا ضمن مجتمعها، تقوم مدينة ناننينغ الصينية بالاستثمارات اللازمة لبناء مركز حوسبة الذكاء الاصطناعي بين الصين ودول الآسيان – أي دول جنوب شرق آسيا. سيتم إنشاء المركز على مرحلتين.
لطالما برزت الصين في مجال الرقمنة والتكنولوجيا، أما هذا المركز فيعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل كامل والتي يمكن التحكم بها لبناء منصة محلية خاصة للذكاء الاصطناعي تعمل على توفير طاقة حاسوبية شاملة للإدارات الحكومية والشركات والمؤسسات ومراكز البحث العلمي، إلى جانب تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في المنطقة بأكملها وفي دول الآسيان.
يضم مركز حوسبة الذكاء الاصطناعي قاعدة ضخمة من المعلومات بين الصين والآسيان، كما سيعمل هذا المركز على تعزيز الابتكار المشترك والتركيز على التطبيقات المتكاملة في المجالات التقنية الرئيسية مثل قوة الحوسبة والخوارزميات والبيانات، وذلك بهدف تقديم دعم بالغ الأهمية للتبادلات والتعاون بين الصين ودول الآسيان في مجال الاقتصاد الرقمي.
أثبتت الصين ريادتها بتقنية الذكاء الاصطناعي مما سمح لها التفوق في الكثير من معاركها بوجه الولايات المتحدة. تستفيد الصين من التقدم التكنولوجي لتتفوق على كافة الأصعدة، حيث تعتمد مبدأ الحرب الذكية القائمة على الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي بشكل أساسي. من خلال ذلك، توظّف الصين وشركاتها الذكاء الاصطناعي عبر تطوير المنصات الرقمية والسيارات والطائرات ذاتية القيادة.
يتمثّل سعي الصين بتقدمّها تكنولوجياً بتميّزها على سائر الدول والتمركز في المراتب الأولى في مؤشرات الرقمنة. على ضوء ذلك، تُطوّر اليوم الصين قدراتها في هذا المجال لفرض سيطرتها على العالم من جهة والابتعاد عن الحلول التقليدية من جهة أخرى.
أما على صعيد منطقة الشرق الأوسط والدول العربية، يُشكّل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الحلول الرقمية حاجة ضرورية لرفع الناتج المحلي في ظلّ الأزمة التي نمرّ بها. كما تساهم التقنيات الذكية برفع الكفاءة وتخفيض التكاليف مقارنةً بالعمليات الأخرى. شكّل الذكاء الاصطناعي انفجاراً ايجابياً على المستوى المحلي حيث أتاح وجوه فرصاً لامتناهية من الأعمال والمشاريع الناشئة في تخصصات مختلفة.
يبحث الخبراء اليوم بكيفية دعم وتطوير السحابة والذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المستقبلية من خلالها وتعزيز الابتكار في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا والمعلومات. توازياً، يترافق هذا التطوّر بنمو شبكات الجيل الخامس والبنية التحتية التقنية مما يرسم ملامح الثورة الصناعية الرابعة وإلى ما ستقودنا إليه خلال العقد المقبل.
وفي الحديث عن تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي في المنطقة، تساهم هذه التقنية بتحقيق 320 مليار دولار لاقتصاد المنطقة العربية بحلول العام 2030. أما على مستوى كل دولة، فقد يضيف الذكاء الاصطناعي 135.2 مليار لاقتصاد المملكة العربية السعودية أي ما يعادل 12.4% من الناتج المحلي الاجمالي للمملكة. بينما ستضيف تقنية المستقبل 96 مليار دولار على اقتصاد الامارات العربية المتحدة مايعادل 13.6% من الناتج المحلي الاجمالي. كذلل قطر، البحرين وسلطنة عُمان التي ستستفيد من 45.9 مليار دولار على اقتصادها ما يعادل 8.2% من الناتج المحلي الاجمالي. تليها مصر مع 42.7 مليار دولار أيما يعادل 7.7% من الناتج المحلي الاجمالي.