يزداد الرهان على الأراضي والعقارات الافتراضية فالاستثمار فيها بات أمراً واقعاً في وقت تتجه فيه رؤية الجميع نحو مستقبل رقمي بإمتياز. بدأ الأفراد وكذلك الشركات والعلامات التجارية بتنظيم مشاريعهم الخاصة ضمن هذه العقارات. يتوقع المستثمرون ارتفاع عائدات العقارات الافتراضية مع التدفق الهائل من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي.
بالتوازي مع ذلك، ترتفع أسهم الأصول الافتراضية وقيمة العملات المشفرة التي قد تلبغ قيمتها تريليونات الدولارات خلال السنوات المقبلة. فما هي المعايير التي تحدد على أساسها قيمة العقارات الافتراضية؟
يرتبط ازدهار الأراضي الاقتراضية بمدى انخراط الناس بعالم ميتافيرس وزيادة استثماراتهم فيه. يتمتع المستخدمون بفرص هائلة للاستفادة من ميتافيرس الذي يتيح لهم شراء عقارات افتراضية قد تزيد قيمتها مع الوقت. تختلف قيمة العقار الافتراضي بحسب موقعه والاقبال عليه وقد شهدنا على ارتفاع بعمليات الشراء بعد الاعلان عن استراتيجيات التحول الرقمي وتوجه العالم نحو التكنولوجيا بما يتناسب مع الخطط المستقبلية. فمن شهر يناير 2021 إلى فبراير 2022، تغيّر سلوك المستخدمين بصورة كبيرة حيث ارتفع اجمالي المبيعات المجمعة لنحو 977 مليون دولار.
هذا وتهدف العلامات التجارية الفاخرة إلى توسيع نطاق أعمالها في هذا العالم مع التحول إلى ميتافيرس. وبحسب الدراسات من المتوقع أن تصل قيمة مبيعات العقارات الافتراضية في العام 2022 إلى مليار دولار. يسهل الوصول إلى العقارات الافتراضية من خلال المنصات الرقمية المتوفرة أو عبر سماعات الرأس الذكية.
تقنية تحكم السمتقبل
تتبنى الحكومات منصات رقمية خاصة لتفعيل نشاطها في عالم ميتافيرس حيث تقدّم من خلالها شكلاً جديداً للخدمات الخاصة والحكومية التي تدعم وجود التكنولوجيا بمختلف أشكالها.
على ضوء ذلك، تعمل السلطات المعنية على إنشاء هيئات افتراضية من شأنها الاهتمام بكل التحديات على مستوى التعاملات مع العملاء والخدمات المقدمة لهم. وتتوزع هذه الأعمال على تطوير مختلف القطاعات منها الصحة، التعلم، الاقتصاد، الإدارة وغيرها. يتوسع مشروع ميتافيرس عالمياً ليشمل كل المدن المتطورة التي تولي أهمية إلى التطور التقني والخدمات اللامركزية.
يطرح الخبراء مجموعة من السيناريوات المحتملة لتنفيذ مراحل ميتافيرس كما يجب. تقتضي الخطوة الأولى بتدريب الكفاءات وتنمية المهارات على كيفية استخدام العالم الافتراضي بكل مقوماته وتوفير كل الشروط اللوجستية اللازمة أو رأس مال المطلوب. على الخط نفسه، يعزز ميتافيرس استخدام الذكاء الاصطناعي مع توسع وتعدد نشاطات الأتمتة والتجارة التعليمية التقنية التي تفتح مجال أكبر لدخول الروبوتات والتعامل مع العملاء عبر التقنيات ثلاثية الأبعاد والحلول الذكية التي تشكل أساس العالم الرقمي بكل جوانبه.
سيشمل ميتافيرس جميع القطاعات بحلول العام 2026 وذلك مع ارتفاع استخدام الانترنت للتسوق والتعلم والتواصل والعمل على الأنشطة الاجتماعية. كما من المرتقب أن تتوجه 30% من الشركات إلى عالم ميتافيرس مع نقل المنتجات والخدمات.
لتحقيق ذلك، تحتاج الحكومات إلى تطوير بنيتها التحتية وشبكات الانترنت لديها تلبية لأنظمة ميتافيرس الافتراضية. يعتبرالخبراء أن المستقبل يحمل لنا الكثير من التحولات على صعيد طرق الاتصال والتواصل الذي سيصبح أسرع، ثلاثي الأبعاد على شكل صورة هولوغرامية من مختلف أنحاء العالم.
يتخطى اقتصاد ميتافيرس التوقعات ليواصل ارتفاعه وقد يتراوح ما بين 8 تريليونات و13 تريليون دولار بحلول العام 2030 على أن يبلغ سوق ميتافيرس قيمة 800 مليار دولار بحلول العام 2024 على مستوى العالم. يتمتع مستخدمو ميتافيرس بتجربة ثلاثية الأبعاد، لا سيّما بعد الاجراءات التي فُرضت في ظلّ انتشار الوباء فانتقلت المؤسسات إلى العالم الرقمي الذي سمح بتطوير الأعمال والشراكات والتعاونات التي تخدم تقنيات الواقع المعزز، الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء. وفي هذا الصدد أعلنت معظم الشركات عن ريادة أرباحها بعد اعتمادها الحلول الذكية تحت هذا الظرف الاستثنائي.
مع بداية الاستغناء عن الحلول التقليدية سيحكم ميتافيرس العالم، حيث ستظهر أنظمة جديدة تسمح بإدارة كل أدوات التكنولوجيا لتطوير حركة التسويق والخدمات والتجارة والرعاية الالكترونية. هذا وأعلنت العديد من الدول انخراطها بعالم ميتافيرس تدريجياً ومنها اليابان، الصين، الامارات مع استثمارات بقيمة 4 مليارات دولار والسعودية التي تسعى إلى استثمار 6.4 مليار دولار في هذا المجل وترسيخ مكانتها ورفع أسهمها مع تعزيز الناتج المحلي إلى أضعاف.
ميتافيرس والانترنت
يعتبر الميتافيرس عنصراً بارزاً لتحسين خدمات الانترنت من خلاله وتغيير شروط التواصل خصوصاً وأن أغلب الأجهزة أصبحت مرتبطة ببعضها. تُسهّل هذه التقنية الانتقال من تطبيق إلى آخر بمرونة وسلاسة أكبر لبناء مجتمع رقمي متماسك بكل مقوماته. فإلى جانب تطوير العالم الافتراضي، يمكن أن تنجز هذه التقنية الأمور ذاتياً لتصبح أساسية في الاستخدامات اليومية. على ضوء ذلك، بدأت تتعامل أكبر شركات التكنولوجيا بتقنية ميتافيرس ومنها مايكروسوفت، وشركات الألعاب الالكترونية وغيرها التي تعمل على إطلاق خدمات جديدة قائمة على توفير الراحة والأمان للعملاء وتجربة لا مثيل لها.