بقلم خالد مرشد، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا وتقنية المعلومات، اتصالات الامارات
حينما فكرنا بتزويد الأفراد بشبكة الجيل الخامس، عملنا على أن نكون نقطة التحول ونقود هذه المسيرة باتجاه "إعادة ولادة الاتصال والتواصل". من خلال التركيز على المستقبل، فكّرنا بكيفية تحقيق ثورة بحياة الأفراد من خلال تحفيز الابتكارات التكنولوجية التي تقدم لهم أفضل مستوى للعيش.
خلال العقود الأربعة الماضية، تغير جوهر "الاتصال" في الإمارات. لطالما أدركت قيادة دولة الإمارات أهمية دفع عجلة الابتكار وإنشاء بنية تحتية رقمية عالمية المستوى لتعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي للدولة لصالح مواطنيها والمقيمين فيها. بصفتنا أول مزود خدمة اتصالات في الدولة تأسس في العام 1976، فقد اتّبعنا مبادئ مماثلة لتمهيد الطريق لغد أفضل: نشر التقنيات التي تربط الأشخاص وتقربهم مما هو مهم بالنسبة لهم.
من إطلاق الاتصال الصوتي إلى تقديم أول خدمة إنترنت ذات النطاق العريض في الشرق الأوسط، تليها أول شبكة في المنطقة للجيل الثالث والجيل الرابع في الإمارات، طريقنا كانت طويلة. منذ بداية رحلة تطوير شبكة الجيل الخامس الدولية، قادت اتصالات من e& أنشطة التقييس الإقليمية والدولية التي تعمل بالتنسيق الوثيق مع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (TDRA) في دولة الإمارات. وقد تضمن ذلك وضع المواصفات الفنية اللازمة والبيئة التنظيمية في مكانها الصحيح، مع ضمان توافر موارد الطيف الفريدة في الوقت المناسب. مع حلول العام 2019، قمنا بتمكين المواقع الرئيسية في جميع أنحاء الإمارات من خلال الجيل الخامس. قبل عام 2019، كان تنفيذ شبكة الجيل الخامس في الإمارات أمراً مهماً جداً لدعم الاقتصاد، خصوصاً وأن الوباء انتشر بعد فترة وجيزة، مما أدى إلى تعطيل أعمال المؤسسات وأثر على حياة الناس وكذلك الصناعات وحركة الاقتصاد.
اليوم، يمكننا أن نلحظ انتشار الجيل الخامس بشكل سريع في الإمارات مما سرّع عملية التحول الرقمي في البلاد مما يعزز مكانة الدولة كمركز للتكنولوجيا والرقمنة في الشرق الأوسط. يسعدنا أن نكون لعبنا دوراً بارزاً في الحفاظ على ريادة شبكة الإمارات كواحدة من أسرع الشبكات وأكثرها تقدماً في العالم بالإضافة إلى ريادتها العالمية على مستوى اختراق الألياف الضوئية FTTH.
الجيل الخامس يحسّن تجارب الزوار في إكسبو 2020 دبي، الحدث الأسرع لشبكات الجيل الخامس على وجه الأرض
لا تتعلق شبكة الجيل الخامس بتقديم تكنولوجيا جديدة وحسب. فالسبب الأساسي لتطبيق الجيل الخامس هو تغيير حياة الأفراد، وقد شهدنا فعلاً كيف أحدثت تقنية الجيل الخامس ثورة في مختلف الصناعات والقطاعات، مما أتاح للشركات فرصة التوسع في مناطق جغرافية جديدة.
مع سرعة الجيل الخامس غير المسبوقة، تمكّنا من تسخير قوة الجيل التالي من التكنولوجيا والشبكات لتوفير تغطية ممتازة مع الأداء الأمثل ضمن فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي.
يتطلب تنفيذ أحدث الخدمات الرقمية عبر موقع تبلغ مساحته 483 هكتارًا وجود شبكة للجيل الخامس عالية المرونة وشبكة واي- فاي وشبكة ثابتة مزودة بأحدث الخدمات الرقمية. لضمان تجربة مميّزة للزائرين في إكسبو 2020 دبي، كان من الضروري تنفيذ شبكة الجيل الخامس التي سمحت لنا بتشغيل عمليات رقمية واتصالات من دون عواقب، واستضافة اتصالات ببيانات فائقة، فضلاً عن توفير الأمن الالكتروني وبنية تحتية خاصة للجناح. لقد فعلنا ذلك من خلال نشر 8500 نقطة وصول للهاتف المحمول، و 700 كلم من كبلات الألياف الضوئية، و 800 كلم من الكابلات لمتطلبات شبكة الهاتف المحمول وشبكة واي– فاي الداخلية، ومركزين للبيانات داخل الموقع، وشبكة واي- فاي احتياطية.
من خلال الجيل الخامس، تمكن المشاركون الدوليون في 192 جناحاً من الاستفادة من التقنيات السحابية الإلكترونية والبيانات الضخمة وحلول الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بالإضافة إلى تطبيقاتنا الرقمية مثل التسويق والتحدث السحابي واللافتات الرقمية المُدارة من البداية إلى النهاية وتحليلات الجناح وغيرها العديد.
مع سرعة الجيل الخامس تمكّنا من استخدام طيف النطاق الترددي متوسط سرعة التنزيل 1.1 جيغابت في الثانية على مدى ستة أشهر – كما تمكّنا من تسخير قوة الجيل التالي من التكنولوجيا والشبكات. على هذه الانجازات، نفتخر بأننا زودنا إكسبو 2020 دبي بأسرع شبكة مسجلة في أي مكان في العالم، حيث كان دورنا فعالاً في تعزيز وترتيب المعرض باعتباره أسرع حدث على وجه الأرض.
في الواقع، تجاوز أداء شبكة الجيل الخامس في إكسبو 2020 دبي جميع الأحداث العالمية الضخمة من 2022 Super Bowl إلى MWC Barcelona 2022 والألعاب الصيفية في طوكيو، 2021.
الجيل الخامس أداة تمكين نهائية للتحول الرقمي
يمكن لشبكات الجيل الخامس تقديم مستوى الأداء المطلوب لمجتمع متزايد الاتصال. لنعد بذاكرتنا إلى الوقت الذي استخدمنا فيه شبكات الهاتف من الجيل الرابع. وكانت مشاهدة مقاطع الفيديو عالية الجودة من خلال هواتفنا الذكية حينما أردنا مشروطة. فأتت شبكة الجيل الخامس لتلغي أوقات انتظار التحميل التي كانت موجودة سابقًا مع الجيل الرابع. بالإضافة إلى توفير زمن انتقال منخفض وسرعات أعلى وعرض نطاق ترددي أكبر وفعالية أكبر، كما يمكن للجيل الخامس ربط عدّة أجهزة ذكية في آن واحد.
تقدم شبكة الجيل الخامس إمكانيات مبتكرة لا تنحصر ضمن خدمة واحدة. من خلال هذه الشبكة تمكّنا من نشر تقنيات إنترنت الأشياء الشاملة للمؤسسات بينما نعمل من أجل عالم أكثر ذكاءً وأمانًا واستدامة. ستتطور شبكة الجيل الخامس لتصبح نقطة الارتكاز التي تحمل بدقة الاحتمالات لدفع العمليات لمختلف القطاعات والصناعات مثل المدن الذكية والمستدامة، وتجارة التجزئة، والتكنولوجيا المالية، والثورة الصناعية الرابعة، والنفط والغاز، والمرافق، والتصنيع، والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية، والحكومة الإلكترونية والدفاع.
بناءً على إمكاناتنا المتقدمة مع الجيل الخامس، أتوقع أننا سنواصل تمكين حالات الاستخدام والتطبيقات الناشئة عبر شرائح الجيل الخامس المؤمنة التي تمتد من الألعاب السحابية التفاعلية للترفيه إلى الاتصالات الدقيقة في جميع أنحاء البلاد. ستركز هذه المجموعة الواسعة من شبكات الجيل الخامس على تعزيز تجارب العملاء وستشمل الواقع المعزز والواقع المختلط، فضلاً عن دعم الاتصالات الضخمة لتطبيقات إنترنت الأشياء ذات النطاق العريض. على الخط نفسه، سنشهد أيضاً التطور السريع للصناعات المؤتمتة والمجهزة بإنسان آلي مدعوم من الجيل الخامس، مما يؤدي إلى القيادة الذاتية على الأرض وفي الجو. ليس لدي أدنى شك من أنه إلى جانب الجيل الخامس ستقود كل من تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وتقنيات البلوك تشين المتطورة ، رحلتنا نحو تحقيق أهداف الدولة للاقتصاد الرقمي في جميع مجالات مدننا الذكية.
إكسبو 2020 ليس أول مشروع ضخم ننفذه لشبكات الجيل الخامس، ولن يكون الأخير طبعاً. سنواصل تقديم الفخر لدولة الإمارات وتجسيد روح تكنولوجيا العصر الجديد التي ستفيد الأفراد والمؤسسات والحكومات. سنحقق ذلك من خلال توفير اتصال ممتاز ممكّن من خلال بنية تحتية قوية عبر قدراتنا بتطوير ودعم الجيل الخامس وتعزيز الألياف الضوئية في اتصالات من e&.
