أعلنت المملكة العربية السعودية تأجيل إطلاق مشروع اللائحة التنفيذية لنظام حماية البيانات الشخصية لمدّة عام أي إلى تاريخ 17 مارس 2023 بعد اعتراض مجموعة من الشركات الأميركية وإرسال العديد من الملاحظات المتعلقة بهذا النظام من قبل الجهات العامة والخاصة.
في هذا الإطار، أشار الخبير السعودي في هندسة البرمجيات، حزام السبيعي، إلى أن هذه الخطوة طبيعية حيث سبق أن طرحت جهات عديدة خططها ولوائحها للاستطلاع وتم إعادة صياغتها بناءً على تلك الاستطلاعات. بدورها أوضحت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" أنه نظراً للملاحظات التي تلقّتها سيتم تأجيل مشروع اللائحة التنفيذية لنظام حماية البيانات الشخصية لاتخاذ الاجراءات المناسبة.
ينص نظام حماية البيانات السعودية على وضع سياسات لحوكمة البيانات الوطنية التشريعات الأساسية لحماية حقوق الأفراد وبياناتهم الشخصية من كافة الجهات الحكومية أو من خارج المملكة.كما تحدد التشريعات المبادىء الضرورية لحماية البيانات والمسؤوليات التي تتحملها "سدايا" والجهات التابعة لها.
يقوم هذا النظام بمعالجة البيانات من قبل جهات تحكم، على أن تكون عملية المعالجة في السعودية وحصر حالات الحاجة إلى المعالجة خارج المملكة في عدة مواد. وقد أشار عبدالله الأحمدي، المتخصص في قانون تقنية المعلومات أن اعتراض الشركات الأميركية هو بسبب زيادة تكلفة تطبيق تدابير حماية البيانات للأفراد، ولصعوبة الامتثال بشكل قانوني كامل في الصفقات التجارية الدولية وممارسة الأعمال التجارية الدولية والتوفيق بين الأنظمة التي تهتم بمعالجة البيانات داخل وخارج المملكة.
وبالعودة إلى أسباب التأجيل، فقد حذر لوبي الأعمال الأميركي من أن نظام الخصوصية والبيانات يرفع تكلفة ممارسة الأعمال التجارية في المملكة ويمنع جذب المستثمرين الأجانب. إلى جانب ذلك، يؤدي هذا القانون إلى مشاكل كبيرة في القطاع الخاص وقد يمنع المملكة من أن تتحول إلى مركز رقمي.
تعليقاً على ذلك، أشار السبيعي أن معارضة الشركات الأميركية لتوطين البيانات في المملكة يأتي دفاعاً عن مصالحها حيث أن هذا النظام سيزيد كلفة الامتثال للمتطلبات المحلية في الصفقات التجارية الدولية. أطلقت أكثر من 100 دولة قوانين توطين البيانات منها دول الاتحاد الأوروبي وروسيا وأستراليا والبرازيل والصين وأندونيسيا والهند وغيرها العديد، وتختلف كل دولة في نوع البيانات المطلوب توطينها، كالمعلومات المالية والشخصية والطبية والعسكرية.
وأعرب السبيعي عن ثقته بالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" كونها من الرائدات في مجال التقنية على مستوى العالم وتضم مجموعة بارزة من الخبراء في مجال التقنية والتكنولوجيا في المملكة.