يتسارع التنافس العالمي على شبكة الجيل الخامس لتحقيق النفوذ والتطوّر إنطلاقاً من دعم السيارات الذكية، الطائرات المسيّرة، تفعيل الحوسبة السحابية والتقدّم بمشاريع البنية التحتية والمدن الذكية.
تُعد هذه الشبكة في صدارة التوجهات مع تمكين النظام الايكولوجي لدى الدول وبناء البرمجيات المرتبطة بهذه التقنية. على ضوء ذلك، يحتدّ الصراع الأميركي الصيني مع محاولة السيطرة بشكل أكبر على الجيل الخامس والعمل على امتلاك المواقع الأساسية لإطلاق هذه الشبكة ونشرها في أنحاء المناطق.
تُشارك المؤسسات والشركات التكنولوجية والصناعية بازدهار الجيل الخامس مع سعيها على الاستثمار أكثر في التقنيات الناشئة الممثالة. في هذا السياق، تشير دراسة من غارتنر إلى زيادة حجم الاستثمار في شبكة الجيل الخامس خلال العام 2021 بمعدل 465.000 دولار كما شكّلت الاستثمارات في تقنية إنترنت الأشياء قيمة 417.000 دولار وأخيراً تأتي الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي وحوسبة الحافّة بمعدل قدره 262.000 دولار على أن يزيد الاستثمار بهذه التقنيات مع العام الجاري لتصل إلى 462.000 دولار.
بحسب الخبراء، أصبحنا اليوم بمرحلة تسمح للشركات الاستمتاع بالتقنيات الجديدة والاستفادة من العائدات التي ستأتي بها. تستخدم الشركات الجيل الخامس لتعزيز كفاءة العمل وتحسين الانتاجية والاستجابة إلى متطلبات العملاء وزيادة الخدمات وتنوعّها مع ارتباطها بالتطبيقات والبرامج الذكية.
%90 من المشاركين في استطلاع للرأي أقامته شركة غارتنر أكدوا أن الاستثمارات في التقنيات الناشئة بدأت تتفوّق على توقعات العملاء لتقدّم لهم الأفضل. أما الشركات التي لم تنجح بالاستثمارات التقنية فيعود ذلك إلى المشاكل البشرية مع عدم توفّر الكفاءات المطلوبة لاعتماد هذا النوع من التقنيات وليس العكس.
أما العامل الأبرز لنجاح التقنيات الجديدة ومنها الجيل الخامس هي القدرة على اعتماد هذه الأخيرة وتقديم خدماتها بالشكل الصحيح. يركّز المدراء على التوازي بين القدرات التقنية والقدرات البشرية في آن واحد لتبني المزيد من التقنيات والحلول التكنولوجية وعدم التبعثر بالتحديات المسجدة في هذا المجال.
أما دول الخليج لاسيّما الإمارات والسعودية وقطر كانت أولمن عزز استثماراته بتقنية الجيل الخامس مع توجهها نحو الرقمنة الشاملة وتحقيق التحول الرقمي. استناداً إلى الدراسات، تعمل دول المنطقة على تطوير البنية التحتية الرقمية والبرامج التكنولوجية لتعزيز دور الجيل الخامس والاستعداد للمرحلة المقبلة. بدورها تهدف السعودية من خلال رؤية 2030 التحول إلى مركز رقمي كذلك الإمارات وقطر التي تعتمد استراتيجتها الخاصة لنشر خدمات الجيل الخامس وإعطاء الفرصة لتطوير المهارات الشابة وتجارب العمل والتعلّم والتجارة والتسوّق عن بُعد.