سرّع الوباء الأعمال الهجينة والتحول إلى السحابة مما أدى إلى مخاطر وتحديات عديدة في كيفية إدارة البيانات وتجنّب المخاطر الالكترونية في مختلف القطاعات. أما الشركات فكان لها طريقتها الخاصة في التعامل مع هذا النوع من التحديات في وقت ينقص فيه طاقم العمل الذي يحمل المهارات التقنية المطلوبة للدفاع عن برامج الشركة ضدّ التهديدات الناشئة.
في تقريرها الحديث، حددت شركة غارتنر اتجاهات تؤثر على الأمن السيبراني وممارسات إدارة المخاطر الرقمية في العام 2022. الاتجاه الأول هو استخدام الأنظمة السيبرانية الفيزيائية (التقنيات التي تستخدم الاستشعار والحساب والتحكم والشبكات والتحليلات للتفاعل مع العالم المادي) وإنترنت الأشياء والتطبيقات السحابية والوسائط الاجتماعية ضمن نطاق أوسع من التعرضات الأمنية. في هذا الإطار، يجب على المنظمات أن تنظر إلى ما هو أبعد من الأساليب التقليدية للمراقبة الأمنية والكشف والاستجابة لهذه التهديدات.
الاتجاه الثاني يكمن في مخاطر سلسلة التوريد الرقمية. بحلول العام 2025، 45% من المنظمات في جميع أنحاء العالم ستكون قد تعرضت لهجمات على سلاسل توريد البرمجيات الخاصة بها. بحسب ما أورده تقرير غارتنر، "تتطلب مخاطر سلسلة التوريد الرقمية نُهجاً جديداً ترتكز على مزيد من التقسيم المتعمد للموردين / الشركاء وتسجيل الدرجات، وطلبات الحصول على أدلة على ضوابط الأمان وأفضل الممارسات الآمنة، والتحول إلى التفكير القائم على المرونة والجهود المبذولة للمضي قدمًا في اللوائح القادمة".
من المهم توزيع القرارات كما يجب "إن نطاق وحجم وتعقيد الأعمال الرقمية يجعل من الضروري توزيع قرارات الأمن السيبراني والمسؤولية عبر الوحدات التنظيمية بعيداً عن وظيفة مركزية". نتيجة لذلك، يجب أن يتطور دور قائد الأمن السيبراني من مجرّد "صانع القرار". بحلول العام 2025، لن تكون وظيفة واحدة مركزية للأمن السيبراني مرنة بما يكفي لتلبية احتياجات المؤسسات الرقمية. لذلك، "يجب إعادة صياغة المسؤوليات لتمكين مجالس لإدارة والرؤساء التنفيذيين وقادة الأعمال الآخرين من اتخاذ قراراتهم بشأن المخاطر المستجدة".
إلى جانب ذلك، تركّز الشركات على تطوير شبكة الأمن السيبراني. تساعد بنية شبكة الأمن السيبراني (CSMA) على هيكلة الأمان المتكامل لتأمين جميع الأصول، سواء كانت محلية أو في مراكز البيانات أو في السحابة. تساعد شبكات الأمن السيبراني على مواجهة الهجمات الالكترونية، وتمكين سير العمل وتبادل البيانات بين الحلول الأمنية في آن واحد.
ومن الاتجاهات البارزة لعام 2022 توحيد المزودين مع تقارب في تقنيات الأمان. وأكدت غارتنر أن "توحيد الوظائف الأمنية سيخفض التكلفة الإجمالية للملكية ويحسن الكفاءة التشغيلية على المدى الطويل، مما سيوفّر الأمن الالكتروني".