واجهة برمجة التطبيقات – API: أهميتها ودورها في تطوير الأعمال

تعزز شركات البرمجة اندماجها بعالم التكنولوجيا باعتبار ذلك من العناصر الأساسية لتحقيق التحول الرقمي، توفير الوقت والجهد لبناء نهج جديد متطوّر يتماشى مع الأجهزة والبرمجيات المتطورة ومتطلبات السوق والمزودين. وفقاً للاحصاءات، من المتوقع أن يصل حجم سوق إدارة واجهة برمجة التطبيقات إلى أكثر من 500 مليار دولار بحلول العام 2026 ويعود ذلك إلى انتشار خدمات الحوسبة السحابية. عملياً، تتألف API  من قسمين، الأول هو الذي يشرح طريقة عرض البيانات وكيفية تبادلها أما القسم الثاني فيستقبل هذه البيانات ليعرضها بوضوح على المستخدم. هذه التقنيات وسواها تمهّد للعديد من الفرص أمام شركات الاتصالات لبناء حلول ذكية تدعم المشاريع المطروحة. على الخط نفسه، تسمح واجهة برمجة التطبيقات تصميم تطبيقات مفيدة بخدمات لامحدودة وتقدّم البيانات بطريقة مبرمجة تلقائياً؛ مع ازدياد حجم البيانات وحركتها كلما أصبح الاعتماد أكبر على كافة أنواع الـ API (الميزات البرمجية، المعلومات، البرامج عن بُعد).

خدمات API وشركات الاتصالات المدمجة بها

تُعالج تطبيقات API احتياجات المستهلك وتزوّده بالكثير من الخدمات. يركّز هذا النهج الجديد على تحسين النظام الايكولوجي، تعزيز المميزات وتنسيقها، توفير التكامل السهل والارتقاء بتجربة العملاء.

توفّر خدمات الاتصالات التي تدعم واجهة برمجة التطبيقات الموجودة حالياً خدمات الصوت والرسائل والمدفوعات داخل التطبيق وإدارة الهوية ومراقبة الشبكة ومعلومات العملاء. على ضوء ذلك، وسّعت شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو" ابتكاراتها في هذا المجال لتصبح مزوداً لأنظمة API. ويعتبر خبراء التكنولوجيا أن واجهة برمجة التطبيقات ستحفّز تقدّم القطاعات الناشئة لتقديم تجربة متكاملة للعملاء خصوصاً مع انتشار شبكة الجيل الخامس والدور الأساسي يرفع مستوى البنية التحتية الرقمية. فمع تطور متطلبات العملاء والسوق، وفّرت شركة "دو" واجهة برمجة التطبيقات لتمكين القطاعات كافة من تأمين سرعة الاتصال بين الأجهزة الالكترونية المتصلة ببعضها.

كذلك أصدرت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في وقت سابق من العام 2021 وبالتعاون مع هيئة أبوظبي الرقمية ودبي الذكية "واجهة البرمجة أولاً" لربط مختلف الجهات الحكوكية والخاصة والتوسّع بمسيرة التحول الرقمي. هذا وتُفعّل واجهة برمجة التطبيقات مكانة المجتمع الرقمي بما يتماشى مع أسس المدينة الذكية والبيئة الرقمية المتطوّرة. في هذا الإطار، يشير المعنيون إلى توجّه العالم نحو التحول الرقمي وتعزيز الشراكات والتعاونات لهذه الغاية على أمل بناء استراتيجية مستقبلية فعّالة تقدّم مستوى عالياً من الخدمات. تعزّز واجهة برمجة التطبيقات الحلول الرقمية المعتمدة في الإمارات عبر تمكين الوصول الآمن لمختلف الجهات في القطاعين العام والخاص.

على الصعيد نفسه، يوفر خادم تطبيقات الاتصالات من نوكيا (TAS) أيضًا مجموعة شاملة من الخدمات لـ VoLTE و VoWiFi وشبكات الوصول الثابت، مع واجهات برمجة التطبيقات المفتوحة وتنفيذ Java المتكامل. وبالتالي، فإنه يوفر بيئة خدمات قابلة للبرمجة يمكن استخدامها للرسائل والفيديو لمشتركي SIP ، إما LTE أو الوصول إلى النطاق العريض.

مع توسّع تكنولوجيا انترنت الأشياء، تشهد برمجة التطبيقات نمواً بارزاً خلال السنوات الأخيرة نظراً للخدمات التي تقدّمها للمشغلين ومزودي الخدمات. وكان لشركة اتصالات تجربة ناجحة مع API حيث كانت الشركة الأولى من بين العديد التي قدّمت نظام CPaaS الذكي، وهو عبارة عن منصة API جاهزة للشبكات السحابية من فئة الناقل للرسائل النصية القصيرة والصوت والفيديو والتحقق. تم تصميم هذه البنية التحتية لتجربة حجم البيانات الكبير، لكل من المشغلين والمؤسسات، مما يتيح لهم دمج تطبيقات CPaaS للتوسع بسرعة مع الحفاظ على جودة عالية وتحكم أفضل.

توسّع الجيل الخامس وانتشار برمجة التطبيقات

تشهد منصات الأعمال الرقمية ثورة حقيقية خصوصاً مع المضي نحو شبكات الجيل الخامس. تُعد اليوم واجهة برمجة التطبيقات من العناصر الأساسية لتطوّر نهج الأعمال والأنظمة. من هذا المنطلق، يستخدم مزودو الخدمات API لتطوير نظامهم الالكتروني، فمنذ فترة قليلة بدأت حلول API تنضج أكثر ووجودها بات أمراً ضرورياً.

ومع ظهور الجيل الخامس، أصبحت التطبيقات الذكية محور حياتنا. فمع القدرات وسرعة الاتصال التي توفّرها شبكات الجيل الخامس، سرّعت برمجة التطبيقات الخدمات بهدف إرضاء العملاء. بدورها، خصصت شركة هواوي وChina Mobile  - شانغهاي  واجهات برمجة تطبيقات لتحديد المواقع على شبكة الجيل الخامس من مختلف الأنواع والوظائف، والتي تمكن عملاء القطاع من الوصول إلى خدمات الموقع وتحسين التعاون. باستخدام واجهات برمجة التطبيقات هذه، يمكن تسهيل إدارة الخرائط وإنذار الموقع واستعلام التتبع، من بين أمور أخرى، من خلال منصات الجيل الخامس لتحديد المواقع الخاصة بالمشغلين.

تستخدم شركة غوغل العالمية برمجة التطبيقات الخاصة بخدمة الخرائط والتي تتيح للمبرمجين الدخول إلى هذه الخدمة والاستفادة منها من أي دولة في العالم. كذلك تتيح منصة تويتر API خاصة بها تسمح للمستخدمين بتسجيل الدخول أو مشاركة الموقع مع الآخرين دون الحاجة إلى حسابات منفصلة. أما API الخاصة بمنصة فيسبوك فتسمح للمستخدم بالاستفادة من عدّة ميزات منها تسجيل الدخول من مواقع مختلفة وتحليل البيانات وإنشاء تطبيقات صوتية.

يُعد انتشار واجهات برمجة التطبيقات في كل مكان وتنوع تنسيقاتها وتطوير الـAPI  المفتوحة جزءاً صغيراً من الذي سنشهده في المرحلة القادمة. تعتبر وجهات التطبيقات من النظم التكنولوجية الأساسية لربط الحسابات والبيانات بغض النظر عن المجال الذي تعود إليه الشركة، فهناك أكثر من 24000 برمجة تطبيقات عاملة اليوم لتتيح المزيد من الفرص أمام المطورين ومزودي الخدمات عالمياً.