هو الجهاز الذي لا يمكن الاستغناء عنه، إن كان للاتصال مع الآخرين أو لتصفّح المواقع الالكترونية أو القيام بالتسوّق الرقمي من راحة المنزل وغيرها من الخدمات أونلاين. يُناسب احتياجاتنا اليومية ويستجيب إلى كل متطلّباتنا، إنه الهاتف الذكي أو الـ smart phone الذي تتنافس الشركات التكنولوجية لتقديم مختلف الأجهزة الخليوية من صناعتها بعدّة ألوان وبمختلف الأحجام والتكلفة بما يناسب كل فئات المجتمع.
إذا عدنا سنوات قليلة الى الوراء، لوجدنا في الهاتف المحمول مجرّد وسيلة للتواصل والاتصال بخدمات قليلة وتصاميم محدودة. بينما اليوم، في عصر الرقمنة والتكنولوجيا، بات الهاتف المحمول من ركائز حياتنا اليومية والعملية. ففي سوق تجاري إلكتروني واسع، تبدو المنافسة بأوجّها بين الشركات التكنولوجية المصنعّة للهواتف الذكية حيث يتطلّب منها الكثير من الابتكار وإضافة المميزات "الخارقة" إن كان في المضمون أو التصميم مما يجعلها في الصف الأول من بين العلامات التجارية المطروحة عالمياً.
ففي عام 2020، من المتوقع أن يصل عدد مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم إلى 3.5 مليارات مستخدم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 9.3% عن عام 2019. وبينما يبلغ عدد سكان العالم الحالي 7.7 مليارات نسمة فإن معدل انتشار الهواتف الذكية يبلغ 45.4% من هذا العدد.
استناداً إلى هذه الأرقام، يبقى الدليل واضحاً على المكانة التي يشغلها سوق الهواتف الذكية في وقت يرتفع الطلب عليه بوتيرة سريعة. هنا يمكننا الحديث عن ثورة الهواتف الذكية التي تتصارع كل الشركات التكنولوجية المصنّعة له من أجلها. فكيف تمكنت هذه الأخيرة من تحقيق هذا الانقلاب والارتقاء بالهاتف الذكي إلى أبعد حدود من خلال أحدث الطرازات وأنظمة التشغيل؟
الهواتف الذكية من الاتصال إلى الازدهار
ما كنا وصلنا إلى هذا التقدم والتطوّر في عالم الهواتف المحمولة لولا جهد الشركات المستمر ومثابرتها على الابتكار والتحسين الدائم من طراز إلى آخر. وإذا بحثنا في المراحل التي مرّ بها الهاتف الذكي لغاية هذه اللحظة، يتبيّن لنا أن مستقبلنا الذكي بات في متناول اليد ويُختصر بالجهاز المحمول.
ترتكز أغلبية الهواتف الحديثة على تقنية الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الشاشة الكبيرة بألوان وإضاءة ملفتة والأهم القدرة على الاتصال بشبكة الجيل الخامس الأسرع والأضمن لحفظ سعة واسعة من البيانات.
فمن ناحية التحكم، كانت الطريقة الاساسية تعتمد على لوحة مفاتيح وأزرار على الهاتف لتختفي تماماً مع الوقت وتُستبدل بشاشة اللمس الكبيرة. كما يمكنك الآن التفاعل مع هاتفك عبر الصوت والدردشة مع المساعد الصوتي في نظام ios أو اندرويد. أما كلمة السرّ لفتح الهاتف فلم تعد تقتصر على الطرق التقليدية المعروفة، بل أصبحت بصمة يديك هي بمثابة كلمة السرّ وكذلك تقنية التعرّف على الوجه. وليس من المستبعد أن تصبح عقولنا وأفكارنا بمتناول الهاتف تلقائياً ليتم التحكم بها عبره. في هذا السياق، يعمل فريق من المختصين في فيسبوك على تطوير تقنية تسمح للأشخاص بالكتابة على هاتفهم بعقولهم، وسرعة الكتابة المستهدفة هي 100 كلمة في الدقيقة، أي أسرع بنحو خمس مرات من الكتابة على هواتفنا الذكية عبر أيدينا.
كما يعمل فريق من العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على تقنية مشابهة مع جهاز يسمى AlterEgo؛ والذي يسمح للمستخدم بالتحدث مع الأجهزة بأفكاره فقط.
هذا ولم نذكر بعد تقنية الشحن السريع عبر الأجهزة اللاسلكية، إلى جانب دمج تقنية OLED والحبر الإلكتروني التي تسمح لك بتحويل شاشة OLED إلى شاشة حبر إلكتروني، التي تُعد أقل استهلاكاً للطاقة، لقراءة الكتب والمقالات بنقرة واحدة.
السباق ينحصر بين 5 شركات عالمية
تشتد المنافسة بين مصنعي الهواتف الذكية للاستحواذ على القسم الأكبر من السوق العالمي وحصد الأرباح، إلا أن السباق بات منحصراً بين 5 شركات عالمية تمكّنت من أن تحجز مكاناً لها ضمن هذه التراتبية بفضل سعيها لإرضاء المستخدم أولاً واعتماد البرامج المتطوّرة والتقنيات المستحدثة في إصداراتها.
لا يُخفى على أحد تأثير فيروس كورونا على الأسواق العالمية والمحلية لا سيّما في مجال الهواتف المحمولة الذي كان وقع الوباء عليه ثقيلاً بعض الشيء. إنما كتقييم أولي، صدر تقرير رسمي لتوزيع حصص السوق للشركات الخمس في ظل الأزمة الراهنة فجاء على الشكل التالي: شركة سامسونغ في المقدمة بنسبة 30%، تليها شركة آبل في المركز الثاني بنسبة 27%، في المركز الثالث شركة هواوي بنسبة 10%، شركة شاومي في المركز الرابع بنسبة 8%، أما في المركز الخامس والأخير فكانت شركة أوبو بنسبة 4%.
سامسونغ تواجه هواوي وآبل
وسط اطلاق الطرازات والاصدارات المستحدثة لكل أنواع الهواتف الذكية، ارتفعت حدّة المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا، أي بين سامسونغ، آبل وهواوي. فعلى الرغم من السياسات المعتمدة من قبل آبل إلا أن ذلك لم يمنع كلاً من الشركتين المنافستين من التقدم. فبحلول الربع الثاني من عام 2019، استعادت شركة سامسونغ مكانتها كأكبر شركة للهواتف الذكية من حيث حصتها في السوق بعدما انخفضت في 28 نوفمبر 2018، حينما بلغت حصتها في أسواق الهواتف المحمولة 28.34% فقط، لتستقر منذ بداية العام 2019 على نسبة 31.13%. إلا أن بعض الخبراء يعربون عن قلقهم تجاه السياسة الانتاجية المعتمدة من سامسونغ لافتين إلى ضرورة تعديلها. وفي حديث لـهيو أكتون، محلل مالي في بورصة لندن ومتخصص في بيع وشراء أسهم شركات التقنية لموقع "الاقتصادية"، أشار إلى أن أداء هاتف غالكسي إس 10 وإس 10 بلس، كان أقل من توقعات شركة سامسونغ، وعلى الرغم من أنها حققت زيادة في الإيرادات خلال النصف الأول من العام 2019 بنحو 8%، إلا أن أرباح هواتفها الذكية انخفضت 42% مقارنة بالعام 2018.
اليوم تعمل سامسونغ على تزويد هواتفها بالجيل الخامس وابتكار شاشة مميزة عالية الجودة حيث أعلنت عام 2018 عن هاتفها القابل للطي، سامسونغ غلاكسي فولد، الذي أحدث ثورة في عالم الهواتف وخلق جدلاً واسعاً بين محبيه ومنتقدي أدائه.
لم يدم تمتع الشركة الكورية بالنجاح وحدها لمدة طويلة، مع إعلان هواوي العمل على هاتفها القابل للطي الداعم لشبكة الجيل الخامس لاتصال أسرع بالانترنت. وبحسب التسريبات عن شكل الهاتف سيأتي بشاشتين، الأولى داخلية بقياس 8 بوصات، والثانية خارجية بقياس 5 بوصات، ليكون بحجم أكبر بقليل من غلاكسي فولد.
وبحسب ما جاء على موقع"statista" فقد نجحت هواوي في التقدم على شركة سامسونغ وإزاحتها عن صدارة المبيعات، باستحواذها على حصة سوقية بنسبة 20% من حجم مبيعات الهواتف الذكية عالمياً للربع الثاني من العام الجاري.
قصة نجاح هواوي على الرغم من التحديات
تتّسم مسيرة هواوي بالنجاح الذي يتخلله بعض المطبّات، فهي اليوم تُعتبر عملاقة التكنولوجية الصينية ومن أهم الشركات المصنّعة للهواتف الذكية في العالم. وصلت إيراداتها خلال النصف الأول من العام 2020 إلى نحو 68.1 مليار دولار، بزيادة سنوية قدرها %13،1. إلا أن مع مطلع العام 2010 لم تكن حصة مصنعي الهواتف الذكية في الصين كبيرة، لكن مع مرور 10 سنوات باتت إصدارات هواوي تهدد سامسونغ وآبل، بعدما نمت حصتها من 3% من الهواتف الذكية عالمياً عام 2011 إلى 14% عام 2018.
هذه الانطلاقة أدت إلى نشوء حرب أميركية- صينية مع مقاطعة الولايات المتحدة كل المنتجات الصينية واعتبار هواوي شركة تشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي. تعقيباً على ذلك، يشير الرئيس التنفيذي لهواوي، إلى أن القيود الأميركية ستكلف العملاقة الصينية 30 مليار دولار في غضون عامين، ومع ذلك فإن الشركة حقّقت أرباحاً في قيمة المبيعات بلغت 32.2 مليار دولار في الربع الثاني من العام 2019، أي بزيادة 23% عن الربع السابق. أما خلال النصف الأول من العام 2019 فباعت الشركة 118 مليون هاتف محمول، هذا مع ارتفاع مبيعاتها في الصين، وبعد بداية حربها التجارية مع الولايات المتحدة.
كذلك أعلنت وزارة التجارة الأميركية في شهر مايو الماضي عن منع هواوي من الوصول الى إمدادات الأجهزة الموصولة عالمياً، مما يهدد استمرارية الشركة الصينية.
أفضل الهواتف المطروحة في الأسواق للعام 2020
الأشكال تعددت والخدمات توسّعت والخيار بات أصعب. بين اختيار الهاتف الخارق بسعر مرتفع أو اقتناء هاتف بخدمات محدودة بسعر مدروس يقف المستخدم حائراً لاتخاذ القرار الأصح. ولأن الهاتف المحمول بات من أهم مقتنياتنا سنعرض لكم أهم وأفضل الأجهزة المطروحة في الأسواق العالمية لعام 2020.
Huawei P40 Pro: كشفت هواوي عن هاتفها Huawei P40 Pro الإصدار المتوسط بين الـ Huawei P40 العادي والـ P40 Pro Plus؛ يجمع بين قدرات هواتف هواوي السابقة، مع تصميم جديد والأهم ستتمتع بصورة عالية الجودة من خلال كاميرات عالية الدقة. يدعم الهاتف شريحتي اتصال من نوع Nano Sim. هو مقاوم للغبار والمياه حتى متر ونصف المتر لمدة نصف ساعة، وذلك بشهادة IP68. يعمل بنظام تشغيل أندرويد 10 مع واجهة هواوي الـ EMUI 10.1 .
Samsung Galaxy S10 Plus : يُعتبر من بين أفضل الهواتف في مجموعة S. يأتي مع شاشة بنفس حجم شاشة الـ Samsung Galaxy Note 9 إنما بوزن أخف منه وأبعاد أقل؛ أما البطارية فهي بقوة 4100 مللي أمبير. يدعم جميع شبكات اتصال الجيل الثاني والجيل الثالث والجيل الرابع. وهو أيضاً مقاوم للمياه وللغبار حتى متر ونصف المتر تحت الماء لمدة 30 دقيقة بشهادة IP68.
IPhone 11 Pro Max: أطلقت شركة آبل هواتفها الثلاثة الـ iPhone 11 والـ iPhone 11 Pro والـ iPhone 11 Pro Max لتكون نسخة الـ Max هي النسخة الأفضل والأغلى على الإطلاق حيث تم تحسين سطوع الشاشة واتباع اتجاه الـ Haptic Touch بدلًا من الـ 3D Touch. بالإضافة إلى كاميرا خلفية ثالثة وتحسين الكاميرا الأمامية لتصبح أفضل، سواء من حيث جودة الصور أو استجابة تقنية التعرّف إلى الوجه FACE ID.
OnePlus Concept One: يحمل هذا الهاتف الكثير من الخدمات والمميزات فهو يحتوي على 3 كاميرات خلفية غير مرئية. تعمل الكاميرات بزجاج متحوّل اللّون يتحول بشكل آلي بتغيير لونه ليخفي العدسات الثلاث للكاميرات الخلفية الموجودة في الهاتف.
ترتيب شركات الهاتف عالمياً للربع الأول من 2020
بعد التغييرات التي طالت قطاع الصحة والاقتصاد والتعليم على أثر انتشار وباء كورونا، كذلك شهد قطاع الاتصالات والتكنولوجيا تقلّبات غيّرت المعادلة وعدّلت في ترتيب هواتف الذكية في الأسواق. فبحسب مؤسسة البيانات الدولية (IDC) تراجعت شحنات الهواتف الذكية بنسبة 11.7%. في هذا الاطار، يُظهر تقرير أورده موقع Counterpoint Research تأثير الأزمة على عدد الوحدات التي تم شحنها والتي سجّلت تراجعاً بنسبة 13% عن الربع الأول من العام الماضي. أما ترتيب وحصة السوق لشركات الهواتف للربع الاول من 2020 فجاء على الشكل التالي: المركز الأول لسامسونغ بحصة في السوق بلغت 20% بعد شحنها 59 مليون وحدة. المركز الثاني، هواوي بحصة في السوق بلغت 17% بعد شحنها 49 مليون وحدة، أما المركز الثالث فكان من نصيب شركة آبل التي بلغت حصتها في السوق 14% بعد شحنها 40 مليون وحدة. المركز الرابع لشركة شاومي بحصة في السوق بلغت 10% بعد شحنها 29.7 مليون وحدة. أما المركز الخامس فكان من نصيب اوبو بحصة في السوق بلغت 8% بعد شحنها 22.3 مليون وحدة. المركز السادس كان لفيفو بحصة في السوق بلغت 7% بعد شحنها 21.6 مليون وحدة، المركز السابع احتلته ريلمي بحصة في السوق بلغت 2% بعد شحنها 7.2 ملايين وحدة. بينما المركز الثامن كان لـلينوفو بحصة في السوق بلغت 2% بعد شحنها 6 ملايين وحدة والمركز التاسع إل جي بحصة في السوق بلغت 2% بعد شحنها 5 ملايين وحدة. أخيراً المركز العاشر لشركة تكنو بحصة في السوق بلغت 2% بعد شحنها 4.6 ملايين وحدة أما حصة الشركات الاخرى مجتمةً فبلغت 17% مع مبيعات 50 مليون وحدة.
كذلك سجّلت كل من أوروبا والولايات المتحدة انخفاضاً كبيراً في شحنات الهواتف الذكية، حيث انخفضت لأكثر من 18% و16% على التوالي نتيجة اغلاق الأسواق والمصانع مع فترة الحجر الصحي.
مستقبل الهواتف الذكية بحلول الأعوام المقبلة
بعد الذي وصل إليه الهاتف الذكي، يبدو أن التخلي عنه بات من رابع المستحيلات. لذلك، يتوقّع الخبراء والمتخصصون بهذا المجال أن تتغيّر ملامح الهاتف المحمول بالاضافة إلى التعديلات التي ستطاله بحلول السنوات القليلة المقبلة.
نظام استشعار عالي الدقة: مع اعتماد الذكاء الاصطناعي، يُتوقّع أن تستجيب شاشات الهواتف لمتطلبات المستخدم فتتعلم عاداته اليومية. كما ستجتاح أسواقنا الهواتف التي تعمل على الحركات الإيمائية وتتفاعل مع الصوت. ستطوّر الشركات الحواف المنحنية وتغطية الهواتف بالشاشات، والتخلص من الأطر المعدنية، التي تعرقل استخدام تقنيات الجيل الخامس. سيتمكن المستخدم من النقر في الجهة الخلفية للهاتف لالتقاط الصور – أصدرت هذا التحديث آبل – مما يخلق علاقة خاصة بين المستخدم وهاتفه الذي يتحكّم بها كما يشاء.
هواتف بخدمات متخصصة: سيكون أمامنا الخيار لشراء الهاتف الأنسب من دون الحاجة إلى استخدام تطبيقات لا تهمنا. فبدلاً من إنفاق مبالغ كبيرة على هاتف متعدد الخدمات، ستصبح الاجهزة جذابة وبسعر مدروس لتلبي الاحتياجات التي نحن نختارها فقط لا غير.
هواتف بدون أزرار وبشاشات كبيرة: لم يعد تصميم الهواتف القديمة يشبه تلك التي نجدها في عصرنا اليوم والتي تعتمد بالأساس على حجم ودقة الشاشة وألوانها. فإلى جانب الكاميرا بصورة عالية الجودة، يبحث المستخدم على الهاتف بشاشة واضحة.
ثورة البطارية: كوننا نستخدم الهاتف 24 ساعة في اليوم، لا بدّ أن تكون قد عانيت من مشكلة نفاد البطارية بسرعة. من هذا المنطلق سنجد في المستقبل هواتف ببطارية لا تنفد طاقتها أو يمكن شحنها من خلال الطاقة الشمسية أو حتى الهواء.
دمجت الثورة الرقمية حياة الانسان بالأجهزة الذكية والتكنولوجية التي نتفاعل معها وتتجاوب معنا بفضل التقنيات المدعّمة بها أهمها الذكاء الاصطناعي. هذا الواقع دفع الشركات المصنّعة للهواتف المحمولة إلى المغامرة أكثر وتطوير إمكانات الجهاز المحمول الذكي. أما الجهاز الأمثل فهو الذي يجمع المضمون الرائع، مع تصميم فريد وبسعر مدروس! ففي ظلّ التنافس بين الشركات العالمية، الصينية والكورية والأميركية هل سيحمل لنا مستقبل الهواتف الذكية مزيداً من المفاجآت؟