تركز SCIT، وهي شركة استثمارية مقرّها المملكة العربية السعودية، على الاستثمار في التكنولوجيا والابتكارات الناشئة. تغطي الشركة قطاع إلكترونيات الطيران والاتصال على متن الطائرة، وتعمل على توسيع محفظتها الاستثمارية لتشمل الاتصال على مستوى عالمي عبر مختلف القطاعات، بالإضافة إلى مجالات أخرى تشمل التكنولوجيا العميقة. تحدث الأستاذ سعد بن صلب بن مطلق العتيبي (عضو مجلس شورى المملكة العربية السعودية)، ومؤسس مجموعة SBS وAnsab ورئيس لمجلس الإدارة عن رؤيته حول الاستثمار في مستقبل الاتصال العالمي وأبرز التوجهات الاستثمارية لمجموعة SCIT.
يُعد اقتصاد الفضاء حافزاً أساسياً للابتكار التكنولوجي والنمو الاقتصادي والتنمية الوطنية. تجني الدول التي تستثمر في الأنشطة الفضائية ايجابيات التطوّر التكنولوجي بشكل استراتيجي، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز مكانتها على مستوى عالمي. وبينما نتجه نحو عالم أكثر اتصالاً وذكاءً، يلعب الاتصال العالمي دوراً تحويليا، حيث يؤثر على المجتمع والاقتصاد والتكنولوجيا بمختلف جوانبها. فيلعب دوراً مهماً في مجال التحول الرقمي، مما يتيح التواصل المرن وامكانية تبادل البيانات والوصول إلى المعلومات في جميع أنحاء العالم. هذا ويعزز الاتصال العالمي التجارة الدولية والنمو الاقتصادي من خلال تزويد الشركات بإمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية. بالاضافة إلى ذلك، يدعم الاتصال العالمي التجارة الإلكترونية والمعاملات عبر الحدود ويسهم بتكامل سلسلة التوريد.
وفي مقابلة حصرية مع تيليكوم ريفيو، أعرب العتيبي عن آرائه حول الاستثمارات المستهدفة لمجموعة SCIT وتركيزها على مجال الاتصال العالمي.
في ظل التطوّر السريع للتكنولوجيا، كيف تستفيد مجموعة SCIT من الاتجاهات الناشئة للبقاء في الصدارة ؟
تلعب التقنيات المتقدمة والاتجاهات الناشئة في مجال الاتصالات دوراً محورياً في رسم معالم الاتصال العالمي. وتؤثر هذه التطورات بشكل كبير على كيفية تواصل الأشخاص وتعاونهم إلى جانب دعم الشركات والدول.
يرفع التقدم في تكنولوجيا الأقمار الصناعية مستوى الاتصالات العالمية، لا سيّما في المناطق النائية والمحرومة. اذ توفر الأقمار الصناعية عالية الإنتاجية ومجموعات الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض (LEO) وصولاً محسناً إلى الإنترنت عريض النطاق، مما يمكّن المزيد من الأشخاص من الاتصال عالمياً. ومع تزايد الاتصال العالمي، تبرز أهمية الأمن السيبراني، مما يظهر الحاجة إلى فرض تدابير أمنية قوية، بما في ذلك التشفير وتفعيل خدمات تتيح امكانية اكتشاف التهديدات الالكترونية وتأمين بروتوكولات الاتصال الآمن.
تهدف مجموعة SCIT إلى الاستثمار في بناء خدمة إقليمية قوية للنطاق العريض عالية السرعة لا تغطي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا فحسب، بل الهند أيضاً. بدأنا استثمارنا الاستراتيجي في SkyFive في مجال تقديم خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض جو-أرض (A2G) لقطاع الطيران، لتلبية احتياجات كل من شركات الطيران التجارية وطائرات رجال الأعمال/الطائرات الخاصة. كما نعمل على تقييم الاستثمارات الاستراتيجية في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وذلك على ضوء التقدّم الملحوظ في الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض. إن إطلاق مجموعات من هذه الأقمار الصناعية يمكن أن يكمل التغطية الإقليمية لخدمة A2G الخاصة بنا، مما يمكننا من توفير خدمات إنترنت عريضة النطاق عالية السرعة ومنخفضة الكمون ليس فقط في قطاعات الطيران ولكن في قطاعات أخرى مثل القطاعات الحكومية والقوات العسكرية والبحرية، مما يوفر الاتصال في المناطق الريفية.
كيف يمكن أن تُنشئ مجموعة SCIT نظاماً ايكولوجياً للابتكار داخل اقتصاد الفضاء وكيف تقود المجموعة التقدم التكنولوجي الذي يتجاوز تأثيره استثماراتها الفعلية؟
يشهد اقتصاد الفضاء نمواً سريعاً، مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي، وزيادة مشاركة القطاع الخاص، والاهتمام المتزايد باستكشاف الفضاء والاستفادة من مقوّماته. وتساهم الحكومات والشركات الخاصة والتعاون الدولي في تطوير هذا القطاع الاقتصادي، مع إمكانية ظهور فرص كثيرة وتحديات جديدة في المستقبل. ركزنا في مجموعة SCIT على الاتصال العالمي باعتباره تطبيقاً محورياً لاستثماراتنا، مع التركيز أيضاً على أسواق أخرى وقطاعات محددة. تركز استراتيجيتنا الاستثمارية على الاستحواذ على حصص كبيرة في الشركات الناشئة التي تتمتع بإمكانية كبيرة للتوسع والنمو مع دفع حقوق الملكية الفكرية في التقنيات الناشئة التي تخدم استثمارات مجموعتنا. كما نهدف إلى تحقيق الأرباح المالية الواعدة لمساهمينا.
نستثمر بشكل أساسي في تقنيات الاتصال على متن الطائرة طامحين للوصول إلى خدمة تجارية ذات مستوى عالمي وقدرة تنافسية عالية ومبتكرة لإنشاء نظام ايكولوجي للاتصال العالمي لا يخدم قطاعات الطيران أو التنقل الجوي المتقدمة فحسب، بل يتوسع تدريجياً بشكل أفقي ليشمل قطاعات أخرى أيضاً. ونسعى إلى الوصول إلى آفاق أوسع للاستثمار، لا سيّما في قطاع الفضاء، في مجالات مثل كوكبة أقمار الاتصالات (خاصة أقمار LEO)، ومجالات الاستشعار عن بُعد، ومنصات إطلاق الأقمار الصناعية التي لا تحقق عائداً مرتفعاً على الاستثمار فحسب، بل تساهم في تحويل اقتصاد المملكة العربية السعودية إلى اقتصاد ديناميكي متنوع. نبحث بشكل عام عن استثمارات عميقة في مجال التكنولوجيا المتطورة ومشاريع استثمارية ضخمة في مجال التكنولوجيا الفائقة يمكن أن تساهم في النمو الاقتصادي وترفع القدرة التنافسية على نطاق عالمي ويمكن أن تحقق أرباحاً مالية فائقة للمساهمين.
ما هي التقنيات الناشئة في قطاعات الطيران والفضاء والاتصالات الفضائية التي تعتبرها مجموعة SCIT ركائز أساسية لمحفظتها الاستثمارية؟ وما هي القيمة الاضافية التي تحملها هذه التقنيات للسوق؟
يشهد قطاع الطيران تقنيات فائقة في مجال الاتصالات تعمل على تغيير كيفية تواصل الطائرات داخلياً وخارجياً. تساهم هذه التقنيات في تحسين السلامة والكفاءة والاتصال. أما التطورات التي شهدتها تقنيات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية فتعمل على تحسين قدرات الاتصال ونقل البيانات للطائرات والتي من المتوقع أن تعزز الاتصال على متن الطائرة، وتدعم نقل البيانات في الوقت الآني، وتحسّن الاتصال بين الطائرات والأنظمة الأرضية.
يُعد تمكين الاتصال العالمي أحد ركائز الاستثمار الرئيسية لدينا في مجموعة SCIT التي من شأنها توفير اتصال النطاق الترددي العالي (HBC) للركاب لتمكين الاتصال في الوقت الآني ودعم الطلب المتزايد على الاتصال أثناء الرحلات الجوية. يهدف استثمارنا في SkyFive وتقنية Air-to-Ground إلى توسيع نطاق تطبيق تقنيات الجيل الرابع والجيل الخامس على الأرض ليشمل الطيران، مما يوفر اتصالاً عالي السرعة ومنخفض الكمون للاتصالات جو-أرض وأرض-جو. نقوم بتقييم الاستثمارات الأخرى وبناء شراكات استراتيجية أخرى مع مجموعات الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض (LEO) على سبيل المثال توازيًا مع حل SkyFive الخاص بنا - بخاصة في المناطق الجغرافية التي يصعب تغطيتها بتقنية A2G.
يُعد استثمارنا في حلول الأمن السيبراني المتقدمة من الركائز الاستثمارية التي تعتبر ضرورية لحماية أنظمة الاتصال من التهديدات المحتملة على متن الطائرة. كما يُعد الذكاء الاصطناعي ركيزة اضافية تهدف إلى تحليل البيانات من أنظمة الطائرات للتنبؤ بمشكلات الصيانة ومنعها، مما يضمن بقاء أنظمة الاتصال قيد التشغيل. ومن المفترض أن يكون لذلك تأثير كبير لخفض احتمال التوقف عن العمل، وتحسين موثوقية النظام، والارتقاء بتجربة الاتصال أثناء الرحلة بشكل عام.
مع الأخذ في الاعتبار المشهد المتغير لتقنيات الاتصالات الفضائية، كيف يمكن لمجموعة SCIT تشكيل تحالفات استراتيجية لضمان تغطية شاملة قوية وقابلة للتوسع؟
يعتبر استحواذ الطيف والأنظمة من العناصر الأساسية لتطور الاتصالات الفضائية والاتصال على متن الطائرة. يُعد طيف الترددات الراديوية مورداً محدوداً وقيماً يجب إدارته بعناية لضمان التشغيل الفعال من دون تداخل أنظمة الاتصالات. كما يُعد الحصول على الطيف وإدارته بكفاءة مهماً لتعزيز الابتكار، وتمكين الخدمات الفضائية الجديدة، وضمان النمو المستمر لاقتصاد الفضاء.
تعمل مجموعة SCIT على بناء تحالف إقليمي قوي، بخاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا، مع الهيئات الناظمة المحلية والشركاء الاستراتيجيين المحليين، للحصول على الطيف المناسب لتشغيل خدمات الشبكات غير الأرضية عبر الحدود بمرونة تامة، ودعم الخدمات الفضائية العالمية والتطبيقات أيضاً. نركز على بناء شراكات استراتيجية متينة مع جميع الهيئات الناظمة في المنطقة لتقييم الطلب المتزايد على الاتصال أثناء الرحلات الجوية وتخصيص نطاق كافٍ تلبيةً لاحتياجات السعة لشركات الطيران والركاب.
بالإضافة إلى ذلك، يجمعنا تعاون استراتيجي مع شركة Thales التي تزودنا بالمعدات الإستراتيجية الرئيسية اللازمة. وتعمل AMS Aero معنا لمساعدتنا في الحصول على الشهادة المطلوبة لمختلف أنواع الطائرات التي نستهدفها استراتيجياً. كما سنعلن قريباً عن شراكات استراتيجية أخرى في مجال الأقمار الصناعية.
كيف يساهم التزام مجموعة SCIT بالاتصال العالمي والتقنيات الناشئة في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030؟
حددت الرؤية السعودية الشاملة والطموحة 2030، التي أعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خارطة الطريق لتحويل اقتصاد البلاد ومجتمعها، بهدف الحد من الاعتماد على النفط، وتنويع قاعدتها الاقتصادية، واعتبار المملكة العربية السعودية دولة ديناميكية واقتصادية قادرة على المنافسة عالمياً بحلول عام 2030.
ووفقاً لشركة برايس ووترهاوس كوبرز، من المتوقع أن يتجاوز قطاع الفضاء العالمي تريليون دولار بحلول عام 2030، مما يعكس نمواً بنسبة 186% عن حجم السوق في عام 2020. سيكون النمو في الشرق الأوسط مدفوعاً بالاستثمارات المتتالية بين القطاع العام والشركات المصنعة للمعدات الأصلية العالمية والصناعة المحلية. كما ستكون مجالات رصد الأرض، والسياحة الفضائية، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، والتعدين الفضائي، وأبحاث الفضاء وتطويره، واستكشاف الفضاء، والحطام الفضائي، والتصنيع هي المحركات الرئيسية للنمو من حيث القطاعات الفرعية - حيث من المتوقع أن تشكل الأقمار الصناعية وحدها 50% من نمو قطاع الفضاء العالمي.
أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فتتمثل فرصة كبيرة لتعزيز أسس قطاع الفضاء الناشئ وبناء القدرات المطلوبة والبنية التحتية اللازمة للازدهار في المستقبل. وللقيام بذلك، نحتاج إلى سدّ الفجوة بين طموحات الحكومة والجهات الفاعلة الناشئة في القطاع الخاص من جهة، والقدرات ذات المستوى العالمي في الصناعة والعلوم والطيران من جهة أخرى - وكل ذلك مع السماح بمشاركة المواهب والكفاءات الإقليمية ودعم أجندات التوطين. من المتوقع أن يتيح نمو قطاع الفضاء العالمي مجموعة من الفرص لحكومات الشرق الأوسط للتقدم عبر مجالات استراتيجية مختلفة مثل التنويع الاقتصادي والتفوق في مجال البحث والتطوير (حيث سيؤدي وجود بصمة في الفضاء إلى زيادة المشاركة في السوق وتقليل الشكوك المستقبلية) وتعزيز قابلية التشغيل البيني العسكري (كما من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة الفعالية العسكرية والمزايا التشغيلية وتعزيز القدرات الجغرافية للحكومات).
يُعد الاتصال العالمي أمراً أساسياً لاقتصاد مستقبلي يتميز بالابتكار والتعاون والشمولية. ومع استمرار التقدم التكنولوجي في رسم أفق العالم الجديد، تساهم الشبكة العالمية المترابطة في تعزيز المرونة الاقتصادية والقدرة التنافسية والتنمية المستدامة. وفقًا لأحدث دراسة بحثية أجرتها Zion Market Research، قُدر حجم سوق الاتصال اللاسلكي العالمي بحوالي 71.60 مليار دولار في عام 2022. ومن المتوقع أن ينمو السوق بمعدل نمو سنوي مركب قدره 15.06% كما من المتوقع أن يصل إلى 219.86 مليار دولار بحلول عام 2030. من ناحية أخرى، بلغت قيمة سوق الاتصال عبر الأقمار الصناعية العالمية 11.12 مليار دولار أميركي في عام 2021، ومن المتوقع أن تصل إلى 22.12 مليار دولار بحلول عام 2031، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.3% من عام 2022 إلى عام 2031.
تتمثل ركيزتنا الاستثمارية في مجموعة SCIT في بناء تقنية الاتصال الرائدة لدينا لتمكين التحول نحو عالم ذكي ومتصل. نسعىإلى تغيير تجربة السفر الجوي من خلال تزويد الركاب بإمكانية الوصول إلى الإنترنت وخدمات الاتصالات وخيارات الترفيه أثناء وجودهم في الجو بسرعات فائقة وعرض نطاق ترددي محسنين باستمرار من خلال تقنية SkyFive Air-to-Ground الخاصة بنا. كما نعمل على تقييم الاستثمارات الاستراتيجية قبل إطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية LEO لأجل تحسين الاتصالات في إطار البحث والتطوير من المؤسسات الرائدة الإقليمية والعالمية ولدعم قدرات البحث وتسريع عملية التطور في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
كيف ترى تطوّر الذكاء الاصطناعي حالياً؟ وبرأيك ما تأثيره على مدى فعالية التكنولوجيا؟
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحول العمليات الإنتاجية ويعزز إمكانات الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد العالمي. لقد وضعتنا التطورات الأخيرة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في خدمة عصر الأتمتة الجديد الذي سيكون تأثيره ايجابياً على الشركات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم. ننتقل حالياً نحو عالم أكثر ذكاءً في الوقت الآني حيث تنتشر القدرة التوليدية لتبادل البيانات واتخاذ قرارات صائبة من خلال تقنيات التعلم العميق المتقدمة في كل شيء وفي كل مكان وفي أي وقت. وفي ظلّ عالم ذكي تماماً، يبقى الهدف الوحيد هو التخلّص من الروتين اليومي المتمثل في طوابير الانتظار والأعمال الورقية، وبدلاً من ذلك توفير السلع والخدمات بشكل فوري متى احتجنا إليها.
يتميز الذكاء الاصطناعي بدوره الديناميكي في ما يتعلّق باقتصاد الفضاء والاتصال على متن الطائرة ، ومن المرجح أن تؤدي التطورات المستمرة في التكنولوجيا إلى مزيد من الابتكارات والتطبيقات في هذه القطاعات. يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز استقلالية الأقمار الصناعية. وتشمل العمليات المستقلة مهام عدّة مثل تعديلات المدار، وتجنب الاصطدام، وإعادة التشكيل التكيفي، مما يسمح للأقمار الصناعية بالاستجابة للظروف المتغيّرة من دون تدخل بشري. يُستخدم الذكاء الاصطناعي لمعالجة كميات هائلة من البيانات المسؤولة عن رصد كوكب الأرض والتي تجمعها الأقمار الصناعية ويتم تحليلها. كما تُحدد خوارزميات التعلم الآلي أنماط البيانات وثغراتها واتجاهاتها وكل المعلومات المتعلقة بالطقس والمناخ والزراعة والتغيرات البيئية.
كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين أنظمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. يمكن لخوارزميات التعلم الآلي التنبؤ بتداخل الإشارة وتخفيفها، وتعزيز كفاءة نقل البيانات، وتخصيص الموارد ديناميكياً لتحسين أداء العمل. هذا ويُعتمد الذكاء الاصطناعي في الصيانة التنبوئية في صناعة الطيران. كما تقوم خوارزميات التعلم الآلي بتحليل البيانات الواردة من أجهزة استشعار الطائرات للتنبؤ بأعطال المعدات والتوصية بإجراءات الصيانة. هذا ما يساعد شركات الطيران على تحسين جداول الصيانة وتجنّب التوقف عن العمل قدر الامكان. تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تحسين مسارات الطيران والتخطيط بناءً على بيانات الطقس في الوقت الفعلي، وظروف الحركة الجوية، والأخذ بالاعتبار كفاءة استهلاك الوقود. يساهم ذلك في خفض استهلاك الوقود، وتحسين الأداء في الوقت المحدد، وتعزيز الكفاءة التشغيلية الشاملة. يساهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة القيادة، مما يدعم الطيارين لاتخاذ القرارات الضرورية. تساعد أنظمة الطيار الآلي المحسنة وأدوات الملاحة الذكية والتحليلات التنبوئية في الملاحة وتجنب الطقس وتحسين استهلاك الوقود. كما تستفيد أنظمة الاتصالات على متن الطائرة من الذكاء الاصطناعي، لتحسين قدرة التعرف على الصوت ومعالجة اللغة الطبيعية والاستجابات الآلية. هذا ما يعزز التفاعل بين أفراد طاقم العمل من ناحية وأنظمة الاتصالات في الطائرة من ناحية أخرى. يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الركاب ومراقبة ما يفضلون واتجاهاتهم العامة. يمكن لشركات الطيران استخدام هذه المعلومات لتحسين الخدمات والارتقاء بتجربة العملاء وتصميم العروض بناءً على النماذج الفردية أو الجماعية.
ما هي الإنجازات التي حققتموها في عام 2023 والتي تعتقد أن تأثيرها كان مباشراً على مسار مجموعة SCIT؟
نجحنا في تأسيس علامتنا التجارية SkyFive Arabia في الشرق الأوسط بعدما حصد حل الاتصال الجوي عالي وعريض النطاق عبر قطاعات الطيران التجاري والأعمال اهتمامًا كبيرًا. ولا بدّ من ذكر شراكتنا الإستراتيجية مع مجموعة stc، الشركة الرقمية الرائدة في المنطقة، والمملكة العربية السعودية، والتي فازت بمزاد الطيف الترددي 2100 ميغاهرتز للشبكات غير الأرضية، والتي تتيح تقديم خدمات الاتصالات على الطائرات وتوفير الأقمار الصناعية المتنقلة الخدمات (MSS).
إن حصول المجموعة على هذه الترددات هو بمثابة استثمار إضافي يهدف إلى تقديم خدمات اتصالات متنقلة مبتكرة من شأنها أن تساهم في توفير خدمات الاتصالات المتنقلة بين المجال الجوي والأرضي بما في ذلك الإنترنت على متن الطائرات عبر تقنية A2G بالإضافة إلى توفير خدمات الأقمار الصناعية المتنقلة (MSS). احتفلنا أيضاً بتوقيع العديد من الاتفاقيات الإستراتيجية (إلى جانب معرض دبي للطيران 2023)، بما في ذلك الشراكة مع شركة FBO رائدة في قطاع طائرات رجال الأعمال الفاخرة - وسنقوم بتجهيز أسطول طائرات رجال الأعمال بحلولنا المبتكرة. إلى جانب ذلك، وقعنا اتفاقية أخرى مع شركة طيران تجارية إقليمية حيث نستعد لتجهيز طائرتها الأولى. ومن أجل تسريع عملية طرح حلولنا في المنطقة، وقعنا اتفاقية استراتيجية مع AMS AERO.
ما أهداف مجموعة SCIT لعام 2024 ؟
يتميز مشهد الاتصال على متن الطائرة والتنقل الجوي المتقدم (AAM) بالديناميكية، حيث تقوم شركات عدّة ومشاريع ناشئة والجهات الفاعلة في القطاع باستكشاف الفرص مع التركيز على استثمارات استراتيجية. يعتمد نجاح هذه الاستثمارات في كثير من الأحيان على الابتكار التكنولوجي، والتطورات التنظيمية، وطلب السوق على حلول الطيران التحويلية هذه. من المتوقع أن تصبح خدمات الترفيه والاتصال على متن الطائرة متاحة على نطاق أوسع خلال العقد المقبل بسبب الطلب المتزايد عليها.
سؤال يُطرح هنا حول توفير الوصول إلى النطاق العريض على متن الطائرة - وهو سؤال يتمحور عادةً حول التكلفة، أو بشكل محدد، حول إمكانية توجّهشركات الطيران نحو تقديم الخدمة كميزة مجانية لجميع الركاب - تعتقد مجموعة SCIT بأن السوق سوف يتطور نحو هذا الاتجاه في الوقت المناسب.
سنواصل في عام 2024، التزامنا الاستثماري تجاه SkyFive والعمل على تسريع نشر شبكتنا الأرضية للطيران التي تغطي الشرق الأوسط وتركيا (على أن تتوسع في السنوات القادمة إلى شمال أفريقيا وسائر المنطقة). نستعد للاستثمار بشكل استراتيجي في قطاع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مع التركيز بشكل خاص على الأقمار الصناعية LEO (نعتقد أن تقنية الأقمار الصناعية LEO هي حل مكمل للغاية لتقنية SkyFive A2G الخاصة بنا) – بهدف إثراء تغطية خدماتنا الإقليمية والعالمية. كما نستعد لتأسيس وحدة أعمال أخرى خاصة لاتصالات طائرة الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL) بالإضافة إلى إطلاق نظامنا الايكولوجي المرتكز على البحث والتطوير، بالشراكة مع المؤسسات البحثية الإقليمية والعالمية الرائدة، لتكون بمثابة مختبرات التكنولوجيا الموسعة والوحدة الاستشارية لدينا.