من الريادة في قطاع الاتصالات والخدمات الرقمية إلى الريادة في تمكين الكفاءات الوطنية، شكلت "زين السعودية" نموذجاً متميزاً للشركات التي حرصت على دعم تحقيق التحوّل الرقمي الشامل للسعودية بطاقاتٍ واعدة من شابات وشباب المملكة، فأسهمت من خلال نهجها المرتكز على الابتكار والتطوير والتمكين والمشاركة في تحويل مستهدفات رؤية السعودية 2030 لبناء اقتصادٍ معرفيٍّ ذكي متنوع وتنمية القدرات البشرية تحقيقاً لمجتمعٍ حيوي واقتصادٍ مزدهر ووطنٍ طموح.
ومن بين قصص النجاح التي رسمتها "زين السعودية" قصة عنوانها تمكين المرأة السعودية في قطاع الاتصالات، وذلك من خلال إستراتيجيةٍ متكاملة قائمة على قيم التنوّع والشمولية، فنجحت في احتضان العقول الشابة ضمن بيئة تحفيزية تدعم تطوّر المرأة وتمكّن نجاحاتها. وتشير نجود الشهري، المديرة العامة التنفيذية للإدارة الرقمية في "زين السعودية"، في حوارٍ مع تيليكوم ريفيو إلى أنَّ بيئة العمل هي الممكن الأهم لتطور المرأة وتعزيز موقعها لدعم مسيرة التحول الوطني في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك دعم جهود المملكة في تحقيق أهداف رؤيتها 2030 لزيادة تمثيل المرأة في سوق العمل والتي سجلت في العام 2022 ما نسبته 37%.
كمديرةٍ عامة تنفيذية للإدارة الرقمية، تواجهك يومياً العديد من التحديات المرتبطة بهذا المنصب من سرعةٍ ومرونة في اتخاذ القرارات وإدارةٍ فاعلة للعمل والموظفين، وكذلك معرفة عميقة بالتقنيات المتقدمة، فكيف تمكنتي من تحويل هذه التحديات إلى نجاحات؟ وبرأيك، كيف يمكن للمرأة إضافة قيمة لقطاع الاتصالات؟
العمل بقطاع الاتصالات والخدمات الرقمية يحمل العديد من التحديات الخاصة بطبيعة هذا القطاع للرجال والنساء على حد سواء، وهي الحاجة المستمرة إلى التعلّم ومواكبة التقنيات العالمية وتعزيز الابتكار. ولأنَّ قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات هو قطاع سريع النمو والتغيّر، يبرز تحدٍّ مرتبط باكتساب مهارات القيادة وإدارة الفريق والقدرة على تطوير واستثمار الذكاء العاطفي، لبناء فريق عمل منسجم وتمكين أعضاء الفريق، من خلال اعتماد نهجٍ إداريٍّ شفاف وواضح يمنحهم الثقة والشعور بالفخر ضمن بيئة تحفيزية. أما الحل لتجاوز هذه التحديات الخاصة بالقطاع فيكمن في اعتماد أسلوبٍ إداريٍّ مرن يقوم على الفهم العميق لقدرات الفريق في إطارٍ من التواصل الدائم لتوحيد كافة أعضاء الفريق على رؤيةٍ وأهدافٍ واحدة.
ويأتي إطلاقنا لخدمة ياقوت الرقمية في عام 2018 مثالاً حياً على طريقتنا في توفير حلول إدارية وعملية. حيث قدمنا أحد أكثر منتجات "زين السعودية" ابتكاراً، "ياقوت"، والتي تتناسب مع متطلبات العصر الرقمية بمنتجاتها الاستثنائية التي تقدم للعملاء خدمات تتواءم مع احتياجاتهم، وهي مجموعة من الباقات الرقمية التي تقدمها الشركة عبر تطبيقٍ خاص، لتمنح المشتركين فرصةً للتواصل عبر تجربةٍ رقميةٍ متكاملة وموثوقة دون الحاجة إلى معرّفات خاصة كالبصمات أو الوثائق أو الأوراق؛ حيث تتم كل الإجراءات ضمن تطبيقٍ وتجربة رقمية سهلة وسريعة، تبدأ من طلب الشريحة وتفعيلها، وصولاً الى خدمات ما بعد الشراء و الاستفادة من الخدمة المقدمة.
حيث تجسد نجاح فريق عمل الإدارة الرقمية في إطلاق خدمة "ياقوت" بنمو عدد مشتركيها بنسبة 600% خلال 4 أعوامٍ فقط، وحصولها على العديد من الجوائز . وهذا بفضلٍ من الله تعالى ثم وجودنا في بيئة عملٍ تؤمن بأهمية التمكين والدعم وتحديداً تمكين المرأة ومحورية دورها في التنمية والابتكار والتطوير ودَعم مشاركتها حتى على المستوى القيادي.
كيف تدعم "زين السعودية" المرأة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لتمكين الأجيال المستقبلية من النساء من القيام بدورٍ فاعل وإحداث تغيير حقيقي في القطاع؟
تحرص "زين السعودية" على تواجد النساء في كافة المناصب بما يضمن خلق فرص متكافئة وعادلة للجميع، ويحقق توازناً صحياً في بيئة العمل. كما تسعى دائماً إلى الاستفادة من مهارات النساء التي تتناسب مع قطاعٍ متغير وسريع مثل قطاع الاتصالات، حيث تميزت القيادات النسائية في إدارتها وأدائها وحققت العديد من النجاحات النوعية.. حيث استهدفت "زين السعودية" تعزيز الهوية الوطنية، من خلال بناء قطاع اتصالات وطني ينمو ويتطور بعناصر المحتوى المحلي، وفي مقدمها الكفاءات السعودية، والتأكيد على ضمان دورٍ فعّال للمرأة ضمن هذه الكفاءات. كما حرصت على دعم الكفاءات والطاقات النسائية في المملكة، من خلال توفير فرص العمل وبرامج التدريب لهن، وسهَّلت وصولهن إلى التعليم المتخصص في كافة المجالات في بيئة العمل لتقوم بعدها بمنحهن وظائف وأدواراً قيادية؛ وأذكر هنا باختصار أهم مبادراتنا في هذا الإطار، وتتمثل في مبادرة "WE" التي تهدف إلى تمكين القوى العاملة في بيئة العمل، عبر زيادة نسبة القيادات النسائية في الشركة وتحقيق التنوع الحقيقي بين الجنسين في مكان العمل والمناصب القيادية بشكلٍ عام. وكذلك عملنا على توسيع دائرة الدعم والتمكين إلى خارج حدود "زين السعودية" من خلال برنامج "المرأة في التقنية" لدعم وإرشاد الطالبات الجامعيات على مستوى المملكة في تخصصات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات STEM.
تواجه النساء تحديات مرتبطة بالصورة النمطية والتمييز والتي قد تحول دون تطورها المهني، ما هي التحديات التي تواجهينها من خلال عملك في هذا القطاع؟
في بيئة عمل زين السعودية تواجة الزميلات نفس التحديات التي يواجهها الزملاء، خصوصاً وقد أصبحت المرأة متواجدة في مجالاتٍ وتخصصاتٍ مختلفة تخدم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، ويعود ذلك الى القيم الاجتماعية التي تتبناها زين السعودية في بيئة عملها وأهمها قيم "التنوع والشمولية"، والتي تنص على تقبل الاختلاف والإيمان بأنَّ التنوع سرّ التميز ، إذ نتعامل مع الجميع بتقديرٍ واحترام، ونوظف تنوعنا لتقديم الأفضل. وقد تمكنت الشركة من تحقيق ذلك من خلال ثقافة مؤسسية تمكّن القوة العاملة من تحقيق المساواة وإلغاء التمييز بين الجنسين وكذلك على مستوى الأعراق والجنسيات أو ذوي الإعاقات والطبقات الاجتماعية، حيث يحقق إلتزام زين السعودية بالقيم النوعية حرصها على تكوين بيئة صحية تضمن تحقيق أعلى معايير الاستقرار الوظيفي وراحة الموظف.
ما هي النصيحة التي تعطيها للشابات اللواتي انضممن حديثاً للعمل في قطاع الاتصالات؟
يتفرد قطاع الاتصالات بكونه سريع التطور والتغير بشكلٍ مستمر، لذلك من المهم أن يواكب الشباب بشكل عام والشابات بشكل خاص هذه الوتيرة بالتعلم المستمر ومعرفة استخدام وتوظيف أحدث التقنيات والاطلاع على أبرز المستجدات المتعلقة بهذا القطاع، ليستطيعوا تكوين رؤية مستقبلية بعيدة المدى ووضع الخطط التي تدعم النمو والتطور بما يتواءم مع اتجاهات القطاع.
وإلى جانب المهارات المهنية، لا بد للشباب ككل من تنمية المهارات الشخصية، التي تعزّز المشاركة الفعالة في إداراتهم، وتمدهم بالجرأة في طرح ومناقشة افكار جديدة تساهم في رفع مستوى الابداع الذي قد يرسم اتجاهات مختلفة لمسار الاعمال في الاتصالات أو ابتكار منتجات متميزة تناسب فئة جديدة من المستخدمين، فالشباب وأفكارهم الحديثة هي من ستحدد مستقبل الاتصالات خلال الاعوام القادمة.
ما هي الخطوات المبتكرة التي ستتخذها "زين السعودية" لتحقيق أهدافها على المستوى التقني لتحقيق التحوّل الرقمي الشامل؟
الابتكار هو صميم استراتيجية شركة "زين السعودية"التي تعمل دائماً على تقديم أفضل تجربة متميزة ومتكاملة للعميل. سنستمر في تعزيز الابتكار في قطاع الاتصالات والخدمات الرقمية ليس فقط على مستوى الشركة بل على مستوى المملكة ككل. حيث نجحنا في نشر بنيةٍ تحتية رقمية متكاملة فائقة التطور وقائمة على أحدث شبكات الجيل الخامس (5G)، لنقدم من خلالها العديد من تطبيقات وحلول المستقبل الرقمي وكذلك خدمات الحوسبة السحابية المتقدمة من خلال سحابة زين. وهذا ما جعلها مزوداً رائداً للاتصالات والخدمات الرقمية في المملكة سواء للأفراد أو قطاع الأعمال، وكذلك شريكاً موثوقاً لمشاريع المملكة الكبرى. وتوسعت في الابتكار نحو الأسواق المحاذية، من خلال إطلاق خدمات وشركات متخصصة في قطاعات مختلفة مثل الترفية والتمويل والحلول الرقمية والتي نسعى من خلالها لتحقيق التحول الرقمي الشامل
وتوجت شراكاتها الإستراتيجية مؤخراً بتوقيع اتفاقيةٍ إطارية مع "مركز برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص (شريك)" برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لإطلاق عددٍ من مراكز البيانات النوعية، بهدف المساهمة في تحويل اقتصاد المملكة إلى اقتصادٍ رقميٍّ رائد. وتقود "زين السعودية" هذه الجهود في إطارٍ من الالتزام العالي بتحقيق الاستدامة، والذي تكلَّل مؤخراً بتدشينها أول شبكة جيل خامس (5G) خالية من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم في منتجع "سيكس سينسز الكثبان الجنوبية" الصحراوي في وجهة "البحر الأحمر"، لتحدث سبقاً نوعياً جديداً على مستوى الابتكار والتقنيات المتقدمة، وتقدم ولأول مرة على مستوى العالم حلّاً عملياً للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، والذي يمثل أحد أكثر التحديات التقنية تعقيداً على مستوى العالم.