في مقابلة حصرية مع تيليكوم ريفيو، تحدّث الرئيس التنفيذي لمجموعة سوفريكوم، السيّد جيوم بودان عن أبرز التحديات التي تواجهها الشركة في قطاع الاتصالات. كما سلّط الضوء على دور الحلول التكنولوجية في خفض انبعاثات الكربون ومصدرها قطاع الاتصالات.
ما التحديات التي تواجه قطاع الاتصالات لا سيّما في ما يتعلّق بمسألة تخفيض انبعاثات الكربون؟
تواجه شركات الاتصالات ضغوطاً متزايدة من قبل العملاء والمستثمرين والمنظمين لتحقيق أهدافها الصفرية الصافية والقيام بدورها في حل أزمة المناخ. مع تكثيف جهود شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية في مسألة إزالة الانبعاثات الكربونية وتخفيضها.
لا تزال معظم شركات الاتصالات بعيدة كل البُعد عن أعمال تخفيض أو إزالة الانبعاثات الكربونية من عملياتها. وقد أعلنت أغلبية شركات الاتصالات عن التزامها بتحقيق انبعاثات صافية صفرية، ولكن حتى الآن، لم يتبعها سوى القليل من التخطيط والتنفيذ على أرض الواقع. حتى شركات الاتصالات التي وضعت استراتيجية فعلية لإزالة انبعاثات الكربون ستحتاج على الأرجح إلى مراجعتها باستمرار كونها ستصبح قديمة بسرعة.
إن الأدوات المساهمة في تخفيض أو إزالة الانبعاثات الكربونية والتي كانت بعيدة المنال أو غير جاذبة اقتصادياً بات الوصول إليها متاحاً أكثر. ويعود ذلك إلى أن البطاريات المتقدمة والألواح الشمسية والتقنيات الأخرى التي تدعم التقاط الطاقة المتجددة وسائر مبادرات إزالة انبعاثات الكربون تتقدم بسرعة وتنخفض تكاليف اعتمادها.
ومن التحديات التي يشير إليها الخبراء والرؤساء التنفيذيون في المجال هو أن نحو 85% من انبعاثات الكربون الصادرة عن شركات الاتصالات هي انبعاثات النطاق 3 المنسوبة إلى الموردين والشركاء.
لكن العديد من شركات الاتصالات لم تقم بعد بإجراء تقييم كامل لكيفية دعم أعمالها من خلال اتخاذ إجراءات خاصة بها للحد من انبعاثات الكربون.
نعتقد أن هناك أربعة مجالات من الفرص التجارية الكبيرة لشركات الاتصالات التي تستفيد استفادة كاملة من جهود إزالة أو تخفيض نسبة الانبعاثات الكربونية:
- من المتوقع أن يؤدي تغيّر المناخ إلى زيادة اعتماد خدمات الاتصالات، حيث تسعى الشركات عبر مختلف القطاعات إلى تخفيض نسبة انبعاثات الكربون الخاصة بها من خلال تعزيز العمليات عن بُعد والعمل من المنزل وتحفيز الرقمنة.
- مع ارتفاع معدلات التضخم في مواد الخام وتكاليف الطاقة، فإن تخفيض أو إزالة الكربون وخفض التكاليف في معظم الأحيان سوف يسيران بالتوازي معاً. هذه هي الحال على سبيل المثال عندما تنتقل شركات الاتصالات إلى الطاقة الشمسية أو تطرح مشاريع الاقتصاد الدائري.
- مع نمو الوعي البيئي، أصبح المزيد من المستخدمين مستعدين للدفع مقابل الحصول على خدمات "صديقة للبيئة". لذلك فإن شركات الاتصالات التي يمكنها تمييز نفسها بنجاح بهذه الطريقة ستجذب هؤلاء العملاء.
- مؤخراً، يمكن أن تخلق شركات الاتصالات تدفقات إيرادات إضافية من خلال المنتجات والخدمات الجديدة التي تلعب دوراً مهماً في مساعدة الشركات من كافة المجالات على إزالة وتخفيض انبعاثات الكربون. من ناحية أخرى، يمكن أن تستخدم شركات الاتصالات خبرتها في تجميع العروض لترويج "الحلول الخضراء" الجديدة بالتعاون مع شركائها.
برأيك ما الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن قطاع الاتصالات، وما الابتكارات المهمة لتحقيق ذلك؟
حتى لو كانت أقل بكثير مقارنةً بسائر القطاعات، فإن عمليات تصنيع المعدات الرقمية والشبكات ومراكز البيانات تولد انبعاثات كربونية مباشرة.
لكن الأهم هو أن الرقمنة تمتلك قوّة كبيرة للتصدي إلى التغيرات المناخية. أصبحت الرقمنة عنصراً مستقلاً لتحقيق أهداف الاقتصاد الأخضر:
- يمكن للحلول الرقمية أن تعزز حماية المناخ، والهواء النظيف، والتربة السليمة، والحفاظ على التنوع البيولوجي.
- تقدم التقنيات الرقمية حلولاً لرصد آثار تغير المناخ والتخفيف من حدتها والتكيف معها.
- تتيح التقنيات الرقمية الفرصة للمساعدة في معالجة المخاوف المناخية الأكثر تأثيراً في العالم وتمكين التحول الذي تشتد الحاجة إليه إلى الاقتصاد الدائري.
- يمكن أن تساعد على إزالة الطابع المادي في تقليل الانبعاثات والنفايات الصلبة الناتجة عن القطاعات غير الرقمية للاقتصاد.
هذا وتُسرّع التكنولوجيا الرقمية التعليم في جميع أنحاء العالم. يمكن أن يكون لزيادة الوعي والتعليم تأثيرهما الايجابي على تعزيز عقلية المسؤولية تجاه البيئة بين أصحاب المجال، بما في ذلك قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوساط الأكاديمية. يجب على مختلف أصحاب القطاع في النظام الايكولوجي تحمّل المسؤولية عن هذه القضية المعقدة للغاية واتخاذ إجراءات متتالية في الوقت المناسب.
كيف تساهم Sofrecom في مواجهة هذه التحديات؟
بصفتنا خبراء في قطاع الاتصالات، فإننا نعمل من أجل عالم رقمي أكثر شمولاً واستدامة. نساعد عملاءنا على:
- اتخاذ القرارات - مساعدتهم في تحديد استراتيجيتهم الخضراء من خلال التعلم من أفضل الممارسات والاتجاهات في المجال.
- الحصول على بيانات موثوقة وموضوعية ومفصلة في ما يتعلق بتأثير نشاطهم.
- تحويل التحديات الخضراء إلى خطة عمل تنفيذية: التفكير، والبناء، وتشغيل النهج.
- بناء خطة كفاءة الطاقة المصممة خصيصاً لذلك: تقييم تكلفة الطاقة، والخطة الرئيسية لتوفير الطاقة، وتصميم ونشر حل قياس استهلاك الطاقة…
- إطلاق وتنفيذ استراتيجية الاقتصاد الدائري.
إنطلاقاً من تحديد استراتيجية المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى تنفيذها عملياً، يشمل نهجنا الجميع، ويعتمد على التفاعل والبناء المشترك.
لمعرفة المزيد حول تخفيض انبعاثات الكربون يمكنك الاطلاع على المستند التالي
"الرقمنة وتخفيض انبعاثات الكربون، هل هما الثنائي المستقبلي الناجح؟"
