مع توسّع نماذج الأعمال والتطوّر السريع، أثبتت شركة stc الكويت مكانتها في سوق الاتصالات الكويتية. لهذا السبب، كان لمجلة تيليكوم ريفيو عربية مقابلة خاصة مع المهندس مزيد بن ناصر الحربي، الرئيس التنفيذي لشركة stc الكويت، للحديث عن إنجازات الشركة والمشاريع المطروحة للمرحلة المقبلة.
شهدت stc الكويت خلال السنوات الماضية العديد من التطورات على الصعيد التشغيلي والمالي، ما هي الاستراتيجية التي اتبعتها الشركة للوصول إلى أهدافها بعد سلسلة النجاحات التي حققتها في سوق الاتصالات الكويتي؟
وضعت شركة الاتصالات الكويتية (stc) بصمتها بشكل كبير على قطاع الاتصالات في دولة الكويت في الأعوام الماضية من خلال تحقيق العديد من الانجازات التي وضعتنا على قائمة الشركات الريادية في قطاع الاتصالات وذلك من خلال الجهود التي قامت بها stc على جميع الأصعدة التشغيلية منها والمالية كما كان للتوسع في نموذج الأعمال الأثر الكبير على تحقيق أعلى مستوى من حصة الشركة السوقية من الإيرادات في عام 2022 وذلك منذ تأسيسها حيث تصب جميع هذه الانجازات في مصلحة مساهمي الشركة وتعكس ثقتهم في النظرة المستقبلية لأداء الشركة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت النتائج التي حققتها الشركة خلال السنوات الثلاثة الماضية عن نجاح تطبيق استراتيجية الشركة مع جميع مؤشرات الأداء التشغيلية والمالية المعتمدة للوصول إلى أفضل النتائج التي تتجاوز تطلعات عملائنا وتضع stc على قمة الشركات الرائدة في المنطقة لعملية التحول الرقمي وتقديم الحلول التقنية المتكاملة والتي تعتبر قيمة مضافة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
كما حرصنا في stc على مواكبة جميع التغيرات والتحديات الناجمة عن التأثير الاقتصادي بشكل عام والمنافسة ضمن قطاع الاتصالات بشكل خاص من خلال تحديث استراتيجية الشركة وهيكلة نموذج أعمال الشركة مع الشركات التابعة لضمان أفضل النتائج واقتناص جميع الفرص المتاحة. كما نسعى دائماً في تصميم خطط ذكية تأخذ بعين الاعتبار جميع المخاطر المحتملة لنكون دائماً على استعداد لمواجهة أي أزمة قد تطرأ في المستقبل من خلال نموذج تشغيلي مرن يتكيّف مع متطلبات السوق والظروف الاقتصادية المتغيرة باستمرار لتتمكن من تحقيق أداء قوي مع نمو مستدام طويل الأجل.
وهنا أود أن ألقي الضوء بشكل مختصر على أهم الإنجازات الرئيسية التي قامت بها stc خلال الأعوام الثلاث الماضية والتي عادت بالفائدة على كل من عملاء الشركة ومساهميها:
- الاستحواذ على شركة كوالتي نت (حاليا solutions by stc) في عام 2019
- طرح تقنية الجيل الخامس 5G وكانت stc الشركة الأولى في الشرق الأوسط من حيث نسبة التغطية للمناطق المأهولة بالسكان.
- حصول كل من stc وشركة فيرجن موبايل الشرق الأوسط وإفريقيا (VMMEA) على الترخيص المحلي لتشغيل شبكة الاتصالات المتنقلة الافتراضية (MVNO) في عام 2021، وهي الأولى من نوعها في دولة الكويت.
- توصية بتوزيع أسهم منحة على مساهمي الشركة بواقع 100% عن عام 2021 والتي تعتبر من الأعلى في المنطقة وشكلت صدمة في السوق الكويت كتوزيعات غير مسبوقة.
- الاستحواذ على شركة البوابة الالكترونية القابضة وشركاتها التابعة في عام 2022.
- الارتقاء بحجم الايرادات في عام 2022 لتصل إلى أعلى مستوى منذ تأسيس الشركة.
نلاحظ اعتماد stc على توسعة نموذج أعمالها في الكويت من خلال الاستحواذات على شركات خلال الأعوام الماضية، فما ما هي الاسباب التي دفعت stc إلى اتخاذ هذا الخطوات الاستراتيجية ؟ وماهي الحصة السوقية لـ stc الكويت من إيرادات القطاع ؟
اتخذت stc الكويت خطوات جريئة وبناءة في عملية توسيع نموذج أعمالها خلال الأعوام الماضية، حيث أتمت stc في شهر مايو 2019 عملية الاستحواذ على كامل رأسمال شركة (Qualitynet solutions by stc) ذراع الشركة المتخصص في توفير حلول قطاع الأعمال المتكاملة وخدمات الإنترنت والخدمات الثابتة ذات النطاق العريض، حيث مثلت تلك العملية إحدى الخطوات الأساسية في إطار رحلتنا نحو تعزيز حلول الأعمال التي تقوم stc بتوفيرها للعملاء من خلال الجمع بين نقاط القوة لشركتين ذو مكانة مرموقة ومركز متين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى تمهيد الطريق لتمكين العملاء من الأفراد والشركات على تحقيق أهدافهم المرجوة.
وبعد أزمة كوفيد 19 وارتفاع الطلب على الحلول الرقمية من قطاع الأعمال ، قامت stc في شهر أبريل من عام 2022 بإتمام عملية الاستحواذ على كامل رأسمال شركة البوابة الإلكترونية القابضة والشركات التابعة لها والمتخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة الكويت والتي تعد من أبرز الشركات في هذا المجال، حيث تعد عملية الاستحواذ على شركة البوابة الإلكترونية خطوة رئيسة في سبيل تعزيز قدرات stc الرقمية من خلال امتلاكها لذراع متخصص في خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإنترنت الأشياء بالإضافة إلى خدمات السحابة الإلكترونية، وذلك بهدف تقديم حلول الأعمال للقطاع المؤسسي في الكويت.
لقد أتت هذه الخطوات الاستراتيجية للارتقاء بمنتجات وخدمات stc وحلولها المبتكرة التي من شأنها أن تخدم التحول السريع الذي يشهده قطاع الاتصالات، لنتمكن بذلك من توفير أفضل الحلول المتكاملة المتعلقة بمجال الاتصالات والشبكات بالإضافة إلى الحلول التقنية المتقدمة والخدمات الثابتة والنطاق العريض وأنظمة التكامل والخدمات السحابية لعملائنا من الأفراد والمؤسسات. كما يدعم هذا الاستحواذ رغبة stc في توسيع نطاق الأنشطة والانتقال من الخدمات التقليدية إلى توفير المزيد من القدرات الرقمية عن طريق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإنترنت الأشياء وكذلك السحابة الإلكترونية. فمن خلال الاستفادة من قدرات شركاتها التابعة المتخصصة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تمكنت stc من الحصول على تدفقات جديدة من الإيرادات نتيجة تزايد الطلب على خدمات الاتصالات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة، حيث نجحت stc من تحصين نفسها ببنية تحتية متقدمة من شأنها تمكين الشركة من التميز ومواجهة أي صعوبات قد تواجه سوق الاتصالات في المستقبل.
على مدار السنوات الماضية عززت شركة الاتصالات الكويتية stc من مكانتها كثاني أكبر شركة اتصالات من حيث حصتها السوقية من حجم الإيرادات في قطاع الاتصالات الكويتي بحصة سوقية تصل إلى حوالي 36.7% في نهاية عام 2022 وهي النسبة الأكبر التي وصلت إليها الشركة منذ تأسيسها. وستستمر الشركة في العمل على إيجاد فرص النمو في أعمالها التشغيلية والتي من شأنها خلق قيمة مضافة وتمكين stc من الحصول على حصة مؤثرة من سوق الاتصالات في الكويت، وذلك من خلال تقديم باقة مبتكرة من أفضل المنتجات والخدمات ذات القيمة والجودة العالية.
بالتزامن مع التطور السريع الذي يشهده الطلب المتزايد على خدمات الاتصالات والحلول الرقمية، ما هي أبرز خطط stc الكويت المستقبليه؟
ترتكز خطط stc المستقبلية على إثراء تجربة العملاء وريادة السوق والأسبقية من خلال تطوير قدراتها وتقديم نموذج فعال يرتكز على المنصات الرقمية إلى جانب غرس ثقافة الأداء داخل الشركة. حيث تسعى stc للدخول في شراكات استراتيجية لتوفير البنية الأساسية اللازمة لتطوير محفظة stc في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بدعم من قدراتنا في هذا المجال. كما تحرص stc دائماً على توفير فرق عمل متكاملة والابتكار في الخدمات والمنتجات إضافةً إلى البحث على المزيد من الاستثمارات الذكية بهدف الحصول على أفضل النتائج. ففي ظل تحديات السوق الناتجة عن الأسعار التنافسية الشديدة، تهدف stc إلى التركيز على قيمة وجودة منتجاتها وخدماتها لجميع عملائها على مختلف أنواعهم من قطاع الأفراد أو قطاع الأعمال لتلبية كل من الومؤسسات الخاصة أو الجهات الحكومية.
كما كان للتطور السريع الذي شهده الطلب الكبير على خدمات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لتقديم حزمة واسعة من الحلول الرقمية الأثر الكبير على خلق الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي والذي أصبح من أهم ركائز الخطط الاستراتيجية لدى الكثير من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية.
وبالتالي، فإن أبرز ما تتطلع إليه stc في الفترة المقبلة تقديم ما هو أبعد من حدود خدمات الاتصالات الهاتفية لعملائها، الأفراد منهم والشركات، إلى جانب استقطاب الفرص المتعلقة بتقديم الخدمات المؤسسية وتحويل القدرات التكنولوجية إضافةً إلى تمكين تلك القدرات بشكل متجدد مستفيدةً بذلك من خبرات وقدرات مجموعة stc القائمة على التحول الرقمي، والخدمات التكنولوجية المتطورة لشركاتها التابعة في دولة الكويت. ومن هذا المنطلق، يكمن تركيز stc بشكل مستمر إلى توفير خدمات الجيل الخامس 5G المبتكرة لتقديم تجربة ممتازة لعملائها في مختلف المجالات القائمة على التحول الرقمي في البلاد. وتفتخر stc بامتلاكها بنية تحتية لتقنية الجيل الخامس وبتغطية تصل إلى 100% في المناطق المأهولة بالسكان في دولة الكويت.
ما هي العناصر التي ترتكز عليها شركة الاتصالات الكويتية stc لتعزيز استراتيجية التحول الرقمي في البلاد؟ وبرأيك ما الدور الذي تلعبه stc الكويت في هذا المجال؟
بناءً على رؤيتنا المستقبلية للحلول الرقمية والتطور السريع الذي يشهده قطاع الاتصالات من خلال تسارع طرح التقنيات العالمية الجديدة، ركزت stc وبشكل كبير على استمرار تطوير بنيتها التحتية لتكون دائماً مؤهلة بأعلى المواصفات والجودة لتقديم جميع خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تعتبر ذات أهمية قصوى في وقتنا الحالي لقطاعي المشاريع والأعمال لتعزيز مكانة stc كشركة رائدة في مجال حلول الأعمال المبتكرة من خلال الاعتماد على شركاتها التابعة والمتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخدمات الانترنت، لخلق فرص نمو جديدة لتقديم الخدمات الأكثر تقدماً والأفضل في فئتها من أجل توسيع وجودها في قطاع الأعمال لبناء قاعدة عملاء مستدامة وزيادة حصتها السوقية.
إن الخطوات التي تتخذها stc نحو تمكين التحول الرقمي لتعزيز دورها الاستراتيجي في دعم الأعمال، تأتي انسجاماً مع رؤية "الكويت 2035" التي تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي. كما تدرك stc دورها في تحقيق مساهمة فعالة في عالم الاتصالات، حيث تسعى جاهدة للمساعدة في تحقيق هذه الرؤية بشتى الوسائل الممكنة. وإن الأحداث المتلاحقة التي نتجت عن أزمة كوفيد 19 كان لها آثار إيجابية على قطاع الاتصالات بشكل عام وعلى رؤية واستراتيجية stc حيث أنها سلطت الضوء على أهمية الخدمات الرقمية وأهمية الاستثمار في الشبكات عالية السرعة عريضة النطاق إضافةً إلى تطوير البنية التحتية الذكية وذلك للأهمية الاستراتيجية التي تلعبها لنمو القطاع والمجتمع بشكل عام إلى جانب أهمية الأمن السيبراني لكل من الشركات المشغلة وكافة عملائها، لاسيما في ظل الاستخدام المتزايد لتلك الخدمات الرقمية.
ومع التغييرات التكنولوجية السريعة، تتطلع stc في الوقت الحالي لتبني إطار عمل مستدام بهدف تعزيز علامتها التجارية على المستوى العالمي والتأثير بشكلِ إيجابي على مستويات الربحية، حيث وجدت stc نفسها في حاجة ملحة لتبني ثقافة رقمية نتيجة الطلب العالمي المتزايد على الرقمنة، خاصةً مع التقدم التكنولوجي الذي من شأنه أن يميز الشركة عن منافسيها في قطاع الاتصالات. وهذا ما يتواءم مع استراتيجية stc لضرورة دمج مبادئ الاستدامة في جميع خطط أعمالها سعياً منها لإرضاء العملاء من خلال توفير أحدث الحلول الرقمية وخدمات الاتصالات مع الاهتمام بالبيئة وحماية رأسمالها البشري بالإضافة إلى تطوير جميع الأنظمة الداخلية لمواكبة أفضل تطورات الرقمنة لخدمة عملائنا بشكل أفضل وأكثر فعالية.
من هنا تكمن أهمية قطاع الاتصالات لمواكبة التطور الذي تحتاجه جميع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية للاستثمار في عملية التحول الرقمي لتتمكن من تلبية حاجات الأفراد والمؤسسات باستخدام التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية. .كما إن القدرة الشرائية للفرد في الكويت والحاجة الفعلية إلى الخدمات الرقمية ذت القيمة المضافة للعملاء تخولنا وتحفزنا على تقديم أفضل الخدمات الرقمية.
ما هو دور الجهات والتنظيمية لعملية دعم وتطوير قطاع الاتصالات في دولة الكويت تماشيا مع الخطط المستقبلية لتحقيق رؤية 2035 الكويت؟ وهل من صعوبات تواجه شركات القطاع مع تلك الجهات من حيث المضي في عملية التطوير؟
لا بد أن ننوه على أهمية الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية والجهات التنظيمية في دولة الكويت من حيث سعيها الدائم لإحداث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وذلك للارتقاء بالخدمات الرقمية لتوازي أفضل الخدمات المتوفرة في جميع دول العالم ، وذلك بالاعتماد على القدرات التي يملكها القطاع الخاص لشركات الاتصالات. كما يعد دعم الجهات الحكومية لتطبيق التحول الرقمي في البلاد أساسياً ليتمكن قطاع الاتصالات الكويتي من مواكبة نظرائه على الصعيد العالمي بعد استدراك أهمية التحول الرقمي والعمل على تطبيقه لتسيير أعمال المؤسسات الخاصة والحكومية إلى جانب الأنشطة التجارية والصحية والتعليمية.
ومن جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن دولة الكويت تمتلك جميع المقومات الجغرافية التي تعطيها طابع متميز لتكون ممرأ ومركزا للكوابل الدولية لربط دول المنطقة والعالم. وهذا ما تهدف إليه رؤية الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (CITRA) لتحويل الكويت إلى مركز إقليمي لحفظ وتخزين ومعالجة البيانات بالإضافة إلى البنية التحتية التي يملكها قطاع الخاص لشركات الاتصالات لجعلها رائدة ومصدرة لتنكولوجيا المعلومات في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك فإن تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري "الكويت 2035" تنفيذا للرؤية السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد يكمن بالإسراع في ترجمة الاستراتيجات إلى واقع والعمل على استقطاب الشركات العالمية في شتى المجالات لتؤسس مقرات لها في دولة الكويت لتشكل القيمة المضافة التي تنعكس على الحركة الاقتصادية في دولة الكويت، وهنا يكمن التحدي من خلال تحفيز هذه الشركات عن طريق القوانين الخاصة والتنظيمية.
إن أبرز الصعوبات التي تواجه قطاع الاتصالات في دولة الكويت هو المنافسة الشديدة بين شركات الاتصالات التي تحتاج جهود أكبر من الجهات التنظيمية للحد منها والعودة إلى القيمة العادلة للخدمات المطروحة حيث يعتبر السوق الكويتي الأشد تنافساً في المنطقة وهو ما يضغط بشكل كبير على انخفاض التعرفة على جميع الباقات من مكالمات، البيانات وخدمات التجوال وبالتالي يشكل عبء على حجم ايرادات القطاع من جهة، وعلى هوامش الربحية من جهة أخرى التي تتأثر بشكل كبير من ارتفاع المصاريف التشغيلية بالإضافة إلى الرسوم التنظيمية بشكل عام التي تعتبر مرتفعة نوعا ما مقارنة بنظيراتها في دول المنطقة. ولكن ورغم كل الصعوبات التي يواجهها القطاع، نؤكد دائما في stc حرصنا المستمر للمساهمة وتقديم كافة الدعم لتنفيذ من خلال المشاركة في أي خطوتها تتخذه الجهات التنظيمة لتذليل العقبات والصعوبات وتطوير صناعة التكنولوجيا وتقنية المعلومات والحلول الرقمية. أيضاً، دائما ما نعول على دور هيئة الاتصالات كونها الجهة التنظيمية والرقابية لقطاع الاتصالات في أن تستمر في استراتيجيتها البناءة لمستقبل القطاع من خلال تقديم الدعم الكامل والحلول التي تيسر وتدعم وتطور عمل قطاع الاتصالات في دولة الكويت.
نشهد مؤخراً على سلسلة من الشراكات في قطاع الاتصالات، برأيك كيف يخدم ذلك قطاع الأعمال؟ وما هي الفرص الاستثمارية التي يمكن إقتناصها للارتقاء بمستوى القطاع ؟
إن الشراكات الاستراتيجية التي تقوم بها جميع الشركات من قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات تساعد بشكل جوهري وكبير على تنويع المنتجات إضافةً إلى خلق فرص جديدة من الخدمات المبتكرة بعد أن تطور الطلب بشكل كبير معولاً على أهمية الخدمات الرقمية وأهمية الاستثمار في الشبكات عالية السرعة عريضة النطاق إضافةً إلى تطوير البنية التحتية الذكية وذلك للأهمية الاستراتيجية التي تلعبها لنمو القطاع والمجتمع بشكل عام إلى جانب أهمية الأمن السيبراني لكل من الشركات المشغلة وكافة عملائها من قطاع الأعمال، لاسيما في ظل الاستخدام المتزايد لتلك الخدمات الرقمية. كما تكمن أهمية مواكبة التطورات والانتقال من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية والحلول المعلوماتية المتطورة عبر بناء شراكة حقيقية واستراتيجية بين القطاع الحكومي من جهة والقطاع الخاص من جهة أخرى مع قطاع الاتصالات خصوصاً بعد الشلل الذي أصاب معظم المرافق الحيوية والاقتصادية في العالم وفي دولة الكويت جراء أزمة كوفيد-19 والتي شكلت حينها صدمة كبيرة استوجبت مراجعة الاستراتيجيات الموضوعة من ناحية الاستثمار في قطاع التكنولوجيا والخدمات الرقمية والسحابية وإنترنت الأشياء والبيانات إلى جانب الأمن الإلكتروني، حيث باتت التكنولوجيا الذكية جزءاً لا يتجزأ من الحياة البشرية لمواجهة أي مخاطر مستقبلية ولضمان استمرارية الأعمال دون أي تأثير يذكر لتفادي تعطيل الأعمال والذي يتسبب بخسائر كبيرة.
من هنا أرى وبشكل كبير أن هذه الشراكات والاندماجات الاستراتيجية تساعد جميع الأطراف في هذا القطاع على الارتقاء بمستوى وحجم الخدمات التي يقدمها قطاع الاتصالات خصوصا لشركات قطاع الأعمال من شركات خاصة أو مؤسسات حكومية في دولة الكويت بشكل عام، وهذا ما يخدم قطاع الاتصالات على تقديم خدمات ذات مستوى عالمي بالاعتماد على الكفاءات التنقنية والبشرية من دون الحاجة إلى الاستعانة بمقدمي الخدمات العالميين من خارج دولة الكويت. وفي ظل هذه الظروف، فمن الضروري على مشغلي هذا القطاع تطوير العمليات التشغيلية بشكل مستمر والارتقاء بجودة الخدمات بما يتكيف من التطور الديناميكي للقطاع على مستوى العالم إلى جانب تطبيق الخدمات والحلول الرقمية في تلك العمليات التشغيلية لتحسين العمليات التجارية والحد من التكاليف وضمان زيادة المبيعات.
بدعم من الطلب المتزايد، أرى أن الفرص الاستثمارية متاحة دائما لتوسعة نموذج الأعمال وتنويع قاعدة العملاء ومصادر الدخل والتي تساعد الشركات على النمو بأعمالها وتقليل المخاطر. لذا، يجب على شركات قطاع الاتصالات الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتمثلة في الحاجة إلى التحول الرقمي معولين على قدرات خدمات الجيل الخامس 5G الرقمية لتلبية الطلب المتزايد لخدمات النطاق العريض وتلك التي تلزم لضمان سير أعمال المنصات الإلكترونية في مختلف المجالات بما يشمل الصحة والتعليم والترفيه والتجارة وغيرها من سائر الأعمال، وذلك حتى تتمكن شركات القطاع من تلبية الطلب الكبير على خدمات النطاق العريض الثابتة وخدمات التخزين ونقل المعلومات والبيانات وخدمات السحابة الإلكترونية وانترنت الاشياء (IOT) والخدمات المالية الرقمية (Fintech).