كانت EY، شركة الاستشارات العالمية الرائدة، "شريك المعرفة" لقمة تيليكوم ريفيو لقادة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لهذا العام. فكان لمجلة تيليكوم ريفيو مقابلة خاصة مع فؤاد صديقي، الشريك العالمي في EY، الذي تحدث عن جهود شركته لمساعدة الشركات في رحلات التحول الرقمي.
كيف تساعد EY الشركات للتحول إلى الاقتصاد الرقمي؟
يسعدني أن أكون هنا في هذه القمّة مع مجموعة كبيرة من الرواد. في ما يتعلّق بالنهج المعتمد من قبل EY للتحول الرقمي، فقد طوّرنا أنفسنا مع التركيز على القطاع المخصص للعمل عبر مختلف المجالات مثل الصناعة والنقل والحكومة وعلوم الحياة والتكنولوجيا والاتصالات. نعمل للوفاء بوعدنا في ما يختص بالتقنيات الناشئة ونماذج الأعمال الجديدة لمساعدة عملائنا خلال رحلة التحول الخاصة بهم، حتى يتمكنوا من اتخاذ خطوات بثقة. وفي ما يتعلق بابتكار نموذج الأعمال، فإننا نعمل على نطاق واسع، مع نشر الهيكلة الضرورية التي تدل على المرحلة المستقبلية، والتي تتمحور حول سرعة التكنولوجيا، ودعم القطاعات في مسيرة تحولها من خلال توجيه الناس. كما تتمحور مسيرة التحول الناجحة للشركات والمؤسسات حول دور الانسان في مختلف القطاعات.
كيف ستغيّر شبكات الجيل الخامس والسحابة نماذج الأعمال؟ وكيف تستعد الشركات لذلك؟
بالنسبة لي، إن الخدمات التي توفرها شبكات الجيل الخامس والسحابة لا تزال غير واضحة وغير مستغلة تماماً. ماذا أعني بذلك؟ إن حلول الاتصال الرقمي التي تقدمها شبكات الجيل الخامس مبنية على البنية السحابية الموزعة، وما يجب على المؤسسات والقطاعات الصناعية اكتشافه هو كيفية نشر الاتصال الرقمي متعدد الوصول وحلول حوسبة الحافة لدفع أتمتة حالات الاستخدام. مع توفير شبكات الجيل الخامس وحوسبة الحافة إلى جانب الذكاء الاصطناعي، والأمن الالكتروني ومجموعات التطبيقات تتوافق أولاً مع نموذج أعمال أكثر قابلية للاستهلاك للمؤسسات، أي كخدمة. أما نحن في EY، فنعتقد أن هذا ما سيشكّل قاعدة المستقبل – حيث سيكون التفاعل بين التقنيات الجديدة ونماذج الأعمال المبتكرة والنظم الايكولوجية المرنة هو مفتاح نجاح الرقمنة الصناعية وتحول الشركات.
ما الاستراتيجيات التي يجب أن تتبعها الشركات لتعزيز الاستدامة نظراً إلى اهتمام الأسواق العالمية في المسألة البيئية؟
يركز العديد من الشركات على تحقيق الاستدامة. تحدثنا مع عدد من الرؤساء التنفيذيين، الذين يضعون الآن الاستدامة ضمن أولوياتهم وخططهم الاستراتيجية. وفي هذا الاطار، ترك الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ مجموعة من التوصيات المهمة. واحدة من هذه الأخيرة تتمحور حول رقمنة القطاعات وكيفية اعتماد التكنولوجيا بطريقة أفضل. أعتقد أن على قطاع التكنولوجيا التركيز على هذه النقطة نظراً للخدمات التي توفرها شبكات الجيل الخامس وانعكاسات سائر التقنيات الحديثة المتعلّقة بالنظام الايكولوجي على هذه القطاعات. إن توسيع نطاق الخدمات لتشمل جميع القطاعات، وتغيير نماذج العمليات التشغيلية مع اشراف التقنيات التكنولوجية وإتمام الأعمال بطرق جديدة هذه الأمور ستأتي بتحولات كبيرة، مما يؤدي إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية (GHG) وبالتالي تحسين نسبة غازات الناتج المحلي الإجمالي المقابلة. تعتبر رقمنة القطاعات من خلال التكنولوجيا أمراً مهماً لتحقيق أهداف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
كيف يمكن للشركات بناء ثقافة الابتكارات داخل مقر عملها؟ وما هي الخدمات التي توفرها EY لتلبية هذه المعايير؟
إن ثقافة الابتكار هي ركن أساسي. على الرغم من كل التحديات المتمثلة مؤخراً، بما في ذلك مخاوف تفشي التضخم، الناجمة عن انتشار وباء كوفيد-19، تراجعت بعض الشركات لتتجه أكثر نحو الابتكار والاستدامة، لتعزيز آفاق التكنولوجيا الحالية بخيارات عدّة ومواصلة الابتكار على نحو مستدام. في الوقت نفسه، الابتكار هو الركيزة الأساسية لاستغلال التطورات في التكنولوجيا والنظام الايكولوجي الناتج الذي يجب أن يندمجا معاً. هنا تقوم EY بربط كل العناصر لتمكين النظام الايكولوجي، والتأكد من أن رحلة التحول التي يجب أن تضع البشر في المحور الوسطي، مدفوعة ومدعومة من قبل EY، والعمل مع عملائنا، وأصحاب المجال لتقديم مسيرة تحول تكون نتائجها ايجابية.
ما هي نصيحتك للشركات التي تنظر إلى عمليات الدمج والاستحواذ كاستراتيجية نمو في ديناميكيات السوق العالمية الحالية؟
في كل عام، نجري عدداً من استطلاعات الرأي، أحدها كان موجهاً للرؤساء التنفيذيين، حيث توجهنا لعدد من الرؤساء حول العالم في 51 دولة و 13 قطاعاً. نتيجة لهذه الاستطلاعات، اكتشفنا أن غالبية الرؤساء التنفيذيين يعتبرون عمليات الاندماج والاستحواذ فرصة للنمو الاستراتيجي. يفكّر نحو 40% منهم بالمباشرة في الاستثمار، والتخلص من الأصول واكتشاف إستراتيجية خاصة لتحقيق النمو. نصيحتنا للعملاء هي أنه يجب عليهم التفكير في عملهم الأساسي - بالذي يجيدونه، وما هي الجوانب التي يحتاجون إلى المغامرة بها. نعمل مثلاً مع شركة طاقة تريد التأكد من أن لديهم شبكات متصلة جيداً، ليس فقط في بيئات مصانعها المحلية، ولكن في حقول النفط أيضاً. ونتيجة لذلك، تحاول الدخول في شراكات مع مزودي الأقمار الصناعية أثناء بناء شراكات مع شركات الاتصالات المحلية حول الشبكات الخاصة والعامة وكذلك في الفضاء غير الأرضي. ستستمر عمليات الاندماج والاستحواذ، ولكن بطريقة مدروسة مع تعزيز الشق المالي.