على هامش اجتماع CxO للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) الذي اختُتم مؤخراً، خصّ الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو"، سليم البلوشي، تيليكوم ريفيو بمقابلة حصرية لتناول أحدث تطورات الجيل الخامس في "دو" وما تنطوي عليه هذه التكنولوجيا لعملاء المؤسسات أيضاً ودورها بتسريع رحلة التحول الرقمي داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.
ما هي أهم إنجازات "دو" وكيف تستخدم أحدث التقنيات لنشر شبكة الجيل الخامس، وما هي المؤسسات التي تعاونتم معها لتحقيق ذلك؟
بدأنا رحلتنا في نشر الجيل الخامس منذ العام 2019. خلال ذاك العام، بدأنا طرحها تماشياً مع قرار الريادة في الجيل الخامس. وعلى الرغم من تداعيات الوباء في العام 2020، واصلنا الاستثمار في بنيتنا التحتية للجيل الخامس، وخلال العام 2021، سرّعنا العمل مع مضاعفة الاستثمار في طرح البنية التحتية لدينا.
اليوم، ونظراً لاستراتيجيتنا، والخطة التي اتبعناها، ورؤيتنا لرفع القيمة لأصحاب المصلحة بشكل عام، لدينا مشاركة نشطة مع العديد من رواد القطاع المحليين والدوليين ونعمل معاً لتبادل أفضل الممارسات في طرح الجيل الخامس.
كل هذه الخطوات أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم. إلى جانب ذلك، نعمل مع العديد من المنظّات لدعم استخدام الجيل الخامس. مثلاً، نعمل مع هيئة كهرباء ومياه دبي - DEWA على بناء شبكة خاصة بإمكانيات تقطيع الشبكة بالإضافة إلى بعض حالات استخدام الطائرات بدون طيار لفحص شبكة الطاقة.
كل هذه الأمور تأخذ وتيرة سريعة في التطبيق بينما نواصل رحلتنا بتمكين الجيل الخامس. اليوم، نحن في المرحلة الأولى من عملية نشر الجيل الخامس حيث يتمثل ذلك في استخدام البنية التحتية في حركة مرور النطاق العريض للأجهزة المحمولة. كما نعمل مع أصحاب القطاع لتمكين حالات الاستخدام الجديدة التي ستشكّل قيمة مضافة للمجتمع.
تعدنا تكنولوجيا الجيل الخامس بفوائد جمة. ما هي الخدمات التي استفاد منها عملاء "دو" من الشركات والتي وفّرها الجيل الخامس؟
شبكات الجيل الخامس تُمكّن من التحول الرقمي. من ناحية الاتصال، لدينا نطاق واسع من الاتصال، بالإضافة إلى تمكين منصة تقديم الخدمة التي تعِد بها شبكات الجيل الخامس لأول مرة في كافة الأجيال المتنقلة.
عندما نتحدّث عن التحول الرقمي، هذا يعني تأمين قيمة مضافة للمؤسسات بمجرد أن نكون فاعلين أكثر بالأعمال، وأن نقدم الخدمة في السوق بشكل أسرع، بالإضافة إلى استخدام المنصات الرقمية المتوفّرة لمختلف القطاعات، وتمكين الابتكار من دفع الخدمات الجديدة.
يمكننا الآن التفاعل مباشرةً مع شبكات الاتصال اللاسلكية - RAN وجمع البيانات. هذا الاتصال يتضمّن تمكين إنترنت الأشياء وحوسبة الهاتف المحمول. كل هذه التغيّرات، بالإضافة إلى الأمن الرقمي، هي منصات لتمكين التحول الرقمي لأي منظمة - سواء كانت حكومية أو تابعة لقطاع خاص أو حتى عملاء.
نشرت "دو" أول خط لشبكة الجيل الخامس للشركات الإماراتية. هل يمكن أن تخبرنا أكثر عن هذا المشروع ولماذا كان نجاحه مهماً جداً؟
تتعهّد شبكات الجيل الخامس بقيادة التحول الرقمي وتتمثل نتائج التحول الرقمي هذه في الكفاءة والتكلفة ووقت أسرع لنشر الشبكة والجودة المحسّنة من ناحية الأداء.
كل هذه التغيّرات يتم طرحها على خط الجيل الخامس حيث اعتدنا على ربط مكاتب الموقع حيث لا توجد بنية تحتية متوفرة في المنطقة. بالتوازي مع حل النسخ الاحتياطي، اعتدنا أن يكون لدينا حل لاسلكي من نقطة إلى نقطة حيث توجد تكلفة طيف مخصصة، ويستغرق نشره وقتاً، وكفاءة أقل أيضاَ من ناحية الاتصال.
تتم معالجة كل هذه المساءل من خلال خط الجيل الخامس حيث نشرنا CPE لا يتطلب خط رؤية أو طيفاً مخصصاً. وبالتالي، فإننا نحقق جميع مزايا الجيل الخامس من خلال حالة الاستخدام البسيطة هذه والتي لا تزال تتمحور حول الاتصال. الفرق هو أننا ننجح في توفير الاتصال بطريقة أكثر كفاءة، مع توفير وقت أسرع للسوق، وبسعة أعلى أيضاً.
نتيجة لذلك، يتمتع العملاء بسعة كبيرة في وقت نعمل على نشر الشبكة إلى بعض المؤسسات الخاصة التي تحمل قيمة بأعمالها وتُقدّر هدفنا بنشر الشبكة.
كيف ستدعم شبكة الجيل الخامس أهداف التحول والتطوّر في دولة الإمارات بما يتماشى مع البرامج الوطنية مثل الخطة المئوية 2071 و "مشاريع الخمسين"؟
إن البنية التحتية للاتصالات، في العموم، هي المفتاح لبناء الاستراتيجيات المستقبلية للتحول، الرؤية والخطط.
أما الاتصال فهو من العناصر الأساس لتحقيق ذلك ونحن ملتزمون بقيادة مسيرة إطلاق الجيل الخامس. كما نعمل على زيادة بصمتنا من الألياف على الصعيد الوطني وبناء مراكز بيانات جديدة. مؤخراً، كان لدينا مركزان ضخمان للبيانات، أحدهما في كيزاد في أبو ظبي، والآخر في واحة السيليكون في دبي.
بالاضافة إلى ذلك، نعمل مع مزودي معدات CPE ومزودي إمكانات إنترنت الأشياء، مما يسمح لنا بتوصيل إنترنت الأشياء في مركز البيانات وبيئة الحوسبة لدينا بإمكانيات الجيل الخامس والألياف. كل هذه التغيرات هي الركائز الأساس لأي خطط تحويلية، من جهة حكومتنا والنظام الايكولوجي ككل.
لقد تم اختياركم مؤخراً للانضمام إلى المجلس الاستشاري الخارجي (EAB) لمشروع 5G-Heart التابع للاتحاد الأوروبي. كيف ستساهمون في هذا المشروع؟
يشرّفنا أن نكون جزءاً من المجموعة الاستشارية لمشروع الاتحاد الأوروبي 5G-Heart. لتحقيق تقدم إيجابي في طرح الجيل الخامس وإضافة حالات استخدام، يُعد التعاون أمراً مهماً كوننا نشارك المعرفة والخبرة بالإضافة إلى تبادل المعلومات.
كما ذكرت، نحن في مرحلة أولى من نشر الجيل الخامس والطريقة الوحيدة للتقدّم هي من خلال تبادل المعلومات والتعاون. وجدنا ذلك كفرصة لنا لنكون جزءاً من هذه المنظمة القوية والتعلم من عملها داخل الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مساهمتنا بتبني الجيل الخامس وقدرتنا على مشاركة بعض المعلومات مثل الآثار وقيمة حالات الاستخدام قمنا بتنفيذها في دولة الإمارات العربية المتحدة.