في عالم متصل بشدّة، تبدو الحاجة إلى التنقل في ظل هذا التحوّل وبأقل قدر من الاختلاط هدفاً للجميع. على ضوء ذلك، كانت سيسكو في طليعة الشركات التي تقدم آخر التقنيات التكنولوجية لتوفّر للعملاء كل ما يحتاجون إليه للازدهار في العصر الرقمي.
في مقابلة حصرية مع تيليكوم ريفيو عربية، يتحدث علي عامر، المدير التنفيذي لمبيعات مزودي الخدمات لدى سيسكو الشرق الأوسط وأفريقيا، عن دور سيسكو في تحقيق التحول الرقمي على الصعيدين المحلي والعالمي.
حالياً، 35% فقط من البلدان النامية لديها إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مقارنة بـ 80% في الاقتصاد المتطور، ما هي استراتيجية سيسكو لتسهيل الاتصال العالمي؟
يتوقع تقرير الإنترنت السنوي من سيسكو أنه بحلول عام 2023، ستشكل الاتصالات بين الآلات ما يصل إلى 50%، أو حوالى 14.7 ملياراً من جميع الاتصالات الشبكية. يعدُ هذا الاتصال الجماعي، إلى جانب التطورات التكنولوجية الأخرى مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، بفرص تتخطى كل ما يمكننا تخيله حالياً.
ومع ذلك، نظراً لأننا نشارك في أعمال الاتصال والحماية، فإننا نعلم أن كل بلد في مرحلة الاستعداد الرقمي، وأنه لجني فوائد الإنترنت، نحتاج إلى رؤية وصول متساوية إلى الموارد والبنية التحتية التكنولوجية. لذلك، فإن اعتماد نهج واحد يناسب الجميع لتوسيع الإنترنت لن ينجح في كل الأسواق.
نعمل على بناء خبرة أكبر في هذا المجال خلال كل هذه سنوات وذلك إلى جانب التعاون مع مقدمي الخدمات المحليين على أرض الواقع لفهم الأولويات الوطنية، وكذلك الاحتياجات على مستوى الأعمال التجارية والبشرية الأساسية. كما تركز استراتيجيتنا على تصميم منتجاتنا وخدماتنا لتلبية المتطلبات الفردية لأي بلد والنظر في أفضل السبل التي يمكننا من خلالها التأثير بشكل إيجابي على جمهور أوسع.
نعتقد قبل كل شيء أن التكنولوجيا تلعب دوراً أساسياً في تعزيز مستقبل شامل - خاصة وأن الاتصال الرقمي يحدد الوصول إلى الفرص الاقتصادية والاجتماعية. كما أن هذا الاتصال ضروري لخلق مجتمع واقتصاد حيث يمكن لجميع المواطنين المشاركة والازدهار. أما مهمتنا فهي مساعدة الحكومات والشركات والأفراد على المساهمة بشكل جماعي في إنشاء الاتصالات وتوفير فرص جديدة وفتح سبل لتشمل الجميع.
ما هي استراتجية سيسكو للدخول إلى الاسواق الجديدة في المنطقة؟
تعمل سيسكو حالياً في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، على تمكين 74 دولة للاستفادة من قوة التكنولوجيا وتحويل استراتيجياتها الرقمية عبر قطاعات تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الحكومية.
كما ندعم أجندات الرقمنة من خلال الاستثمار والتعاون مع القيادة الوطنية والأوساط الأكاديمية، كجزء من برنامج Cisco Country Digital Accelerate (CDA). اذ يعمل برنامج CDA حالياً في دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وجنوب أفريقيا. كما يمكن أن نتصوّر أن ضمان وجود البنية التحتية المناسبة للشبكات هو أولوية رئيسية لجميع الدول - لا سيما خلال العام الماضي، الذي سلط الضوء على مدى أهمية الاستثمار في الرقمنة.
ولنتمكّن من الدخول إلى أي من الأسواق التي نعمل فيها، يجب علينا نقل القيمة إلى أصحاب المصلحة المحليين. السوق مليء بالاختيارات، لذا في النهاية يتعلق الأمر بالتجربة والقيمة المضافة. نحن في وضع فريد حيث تتمتع حلول سيسكو بأمان مضمّن في الحمض النووي الخاص بها - بدلاً من أن تكون مجرد فكرة عابرة. لذا فإن ربط الشركات والأفراد بشكل آمن يشكل جزءاً كبيراً من عرض القيمة لدينا.
تعتبر الشراكات المحلية مهمة جداً بالنسبة لنا. ولضمان وصولنا إلى الجمهور المناسب، نعمل مع المنظمات على الأرض داخل المجتمعات التي نعمل فيها. من خلال ذلك يمكننا الاستفادة من الرؤى الحكومية وأهداف مقدم الخدمة وما يطلبه المستخدمون النهائيون على مستوى دقيق - لتقديم عرض يستفيد منه جميع الأطراف.
هل يمكن أن تخبرنا عن الحلول الرقمية المبتكرة التي تقدمها سيسكو للعملاء والشركات؟
من ناحية الشبكات التقليدية، تشمل محفظة "5G Now" من سيسكو لمقدمي الخدمات، السحابة المتعددة، و IP core، وحزم الجيل الخامس الأساسية وحافة الخدمة، والوصول، وخدمات العميل، والأمان، والخدمات المهنية، مما يوفر نهجاً من السحابة إلى العميل من أجل شبكات الجيل الخامس.
كما يتضمن نهجنا تقديم بنية مفتوحة وقابلة للبرمجة بشكل كبير تعمل على تقليص شبكة العملاء متعددة المجالات ومتعددة البائعين إلى نظام موحد وأكثر مرونة - مما يلغي تماماً التعقيدات المعتادة.
لقد استخدمنا خبرتنا عبر السحابة المتعددة وتوجيه IP وخدمات الجيل الخامس الأساسية وحافة الخدمة وشبكات الوصول وإنترنت الأشياء والأمان لإنشاء خدمات وشبكات للجيل الخامس تقدم قيمة حقيقية لعملائنا. ومن خلال توفير هندسة المرور، يمكن تحقيق إدارة النطاق الترددي والتحكم الأكبر في الشبكة - هذه هي الأهداف التي نمكّن عملاءنا من تحقيقها عبر هذه الحلول.
يُعد نظام Webex التعاوني من بين مجموعة من الحلول الأخرى التي تعزز الاتصال، أحد أكثر الحلول استخداماً. تتمتع منصة Webex بتاريخ غني في مساعدة الموظفين والأفراد على الابتكار والحفاظ على الإنتاجية أينما كانوا. منذ ظهور الوباء، لم تستمر Webex في مساعدة الشركات على الازدهار فحسب، بل كانت أيضاً منصة تعاون متكاملة للحكومات لمواصلة القيادة عن بُعد، والأطباء للقاء المرضى بأمان، والمعلمين لتعليم الطلاب عن بُعد. سيتضمن مستقبل العمل وأماكن العمل الذكية نماذج عمل مختلطة. لدينا رؤية واضحة لكيفية مساعدة التكنولوجيا للعملاء على إدراك المستقبل اليوم وإنشاء عالم أكثر شمولاً للجميع.
توفر منصة Webex المعاد تحديثها مكاناً آمناً واحداً للمستخدمين ليس فقط للاتصال، ولكن أيضاً ليكونوا أكثر إنتاجية. من بين الميزات الجديدة لدينا إلغاء الضوضاء وتحسين نوعية التكلم. تكتشف Webex تلقائياً الضوضاء الشائعة وتخمدها مثل الكتابة بصوت عالٍ وتصفح الأوراق لإبقاء المستخدمين في عمق أفكارهم. لقد أزلنا أيضاً الحاجة إلى تدوين الملاحظات على نطاق واسع. يمكن البحث عن نصوص التسجيلات، لذا يمكن لأعضاء الفريق الذين فاتهم الاجتماع اللحاق بسرعة.
كما سنكشف قريباً عن الإيماءات أثناء الاجتماع، حيث يترجم الذكاء الاصطناعي حركات مثل الإبهام الأعلى إلى تنبيه على الشاشة ليراه الجميع. سيتم تمكين المتحدثين أيضاً من التحدث بأكثر من 10 لغات (بما في ذلك العربية)، مع توفير نص المحادثة في الوقت الفعلي لجميع الحاضرين في المكالمة.
ما هي منهجية سيسكو تجاه عدم الثقة في كل ما يتعلق بالأمن السيبراني؟
نعتبر في سيسكو أن انعدام الثقة هو نهج حيوي للحفاظ على الأمان. تفترض مناهج الأمان التقليدية أنه يمكن الوثوق بأي شيء داخل شبكة الشركة. بينما الحقيقة هي أن هذا الافتراض لم يعد قائماً، بفضل التنقل، BYOD (bring your own device)، وإنترنت الأشياء، واعتماد السحابة، وزيادة التعاون، والتركيز على مرونة الأعمال.
لم يعد بإمكاننا افتراض أن الكيانات الداخلية جديرة بالثقة، وأنه يمكن إدارتها بشكل مباشر لتقليل المخاطر الأمنية، أو أن التحقق منها مرة واحدة فقط يكفي. إن عدم الثقة يتطلّب منك التشكيك في افتراضاتك الخاصة بالثقة في كل محاولة وصول.
توفر منصة Cisco Zero Trust الخاصة بنا حلاً شاملاً لتأمين الوصول الكامل عبر التطبيقات والبيئات، من أي مستخدم وجهاز وموقع. يتيح نموذج الأمان الكامل وانعدام الثقة للمستخدمين التخفيف من المخاطر واكتشافها والاستجابة لها عبر بيئتك.
كما يمكن لفرق الأمان أن يجعل من الصعب على المهاجمين جمع بيانات اعتماد المستخدم والوصول إلى الشبكة والتحرك بشكل جانبي، ويمكن للمستخدمين الحصول على تجربة أمان متسقة وأكثر إنتاجية - بغض النظر عن مكان تواجدهم، أو نقاط النهاية التي يستخدمونها، أو إذا ما كانت تطبيقاتهم موجودة في أماكن العمل أو في السحابة.
ما هي التحديات التي تترقبونها لقطاع الاتصالات خلال الفترة المستقبلية؟
كان أداء الدول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا (لا سيّما الدول الخليجية) جيداً في ما يتعلق بتسهيل التحول الرقمي خلال السنوات الأخيرة. وقد عمل مقدمو الخدمات والتكنولوجيا المحليين بشكل جماعي، بالتعاون مع الهيئات الحكومية لتأكيد هذه الشبكات المصممة لإبقاء التواصل بين العملاء وتكون واحدة من الخطوات لمواجهة التهديدات السيبرانية.
للفترة المستقبلية، ووفقاً لتقرير الانترنت السنوي لسيسكو من المتوقع مع العام 2023 أن يكون لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا 611 مليون مستخدم للانترنت، بعدما بلغ 381 مليوناً ( 24% من سكان المنطقة) عام 2018. إلى جانب ذلك، سيكون للمنطقة 2.6 مليار جهاز/ اتصال متصل بالشبكة، بزيادة عن 1.7 مليار عام 2018. ومع استمرار نمو التوقعات الخاصة باتصال أسرع وأكثر أماناً، يجب على الدول تسريع الاستثمارات في مجالات مثل الجيل الخامس و Wi-Fi 6 والسحابة.
من جهتنا، نرى أن صناع القرار في جميع الدول على المستوى الإقليمي يسعون إلى تحقيق توازن دقيق بين إدارة المخاوف المرتبطة بالبيانات، مع تعزيز ساحة مفتوحة للتواصل وثقافة الابتكار. للتغلب على هذه التحديات، نحتاج إلى رؤية الزخم المستمر والتعاون بين المنظمين والميسرين التكنولوجيين ومقدمي الخدمات لضمان رقمنة آمنة وقابلة للتطوير.