تأثرت الشركات حول العالم بشكل كبير جراء إنتشار الوباء. وقد عمل قطاع الاتصالات جاهداً لضمان التواصل والأمان لكل العملاء والمستخدمين، والموظفين.
نظرًا إلى أن أغلبية الناس حول العالم إلتزموا منازلهم، شكّل ذلك عبئًا كبيراً على شركات الاتصالات في جميع أنحاء العالم.
إن الحاجة إلى تلبية مثل هذه الزيادة الهائلة في الطلب مع الحفاظ على صحة موظفيهم وسلامتهم إلى جانب ضمان استمرارية العمل في الوقت نفسه، وضع الشركات أمام تحدٍ كبيرٍ. ومع ذلك، فإن إريكسون، التي لطالما كانت رائدة في مجال الابتكارات ضمن المنطقة وخارجها، اتخذت كل الاجراءات اللازمة لاحتواء إنتشار الفيروس داخل مؤسساتها. في الحقيقة، لقد كانت أول من انسحب من أكبر حدث عالمي لتكنولوجيا المعلومات، وهو المؤتمر العالمي للجوال، في محاولة لتحديد أولويات صحة وسلامة ورفاهية موظفيها.
وللتحدث أكثر عن تجربة المورد خلال فترة الوباء، كان لمجلة تكنوتل حديث مع رئيس إريكسون في الشرق الأوسط وأفريقيا، الأستاذ فادي فرعون.
كيف تأثرت إريكسون بانتشار وباء كوفيد-19؟
مثل العديد من الشركات الأخرى، لقد تأثرنا أيضاً بجائحة كورونا فيروس. فمع أخذ سلامة وصحة موظفينا كأولوية لنا، نعمل مع عملائنا لضمان شبكات الهاتف المحمول كعنصر أساس للخدمات العامة والأعمال والأفراد في المنطقة.
خلال هذه الفترة، نضع صحة وسلامة موظفينا وعملائنا وشركائنا في رأس أولوياتنا. بالتالي، نحن نأخذ كل الإجراءات الوقائية للحد من أثار الفيروس وانتشاره في الشركة. الآن وأكثر من أي وقت مضى، تُعد شبكات الهاتف المحمول بنية تحتية بالغة الأهمية وجزءًا أساسياً للاتصالات في أي بلد تمكّن الأشخاص والشركات من البقاء على اتصال، والحفاظ على الاقتصادات مع العاملين في مجال الصحة، ومسؤولي السلامة العامة، والشركات الحيوية. نرى أيضاً أن العمل من المنزل سيكون الواقع الجديد.
هذا ما يمنح قطاعنا إمكانات واعدة للنمو، وبالتعاون مع العملاء، نحن نعمل على الابتكار. على سبيل المثال، لقد قمنا بإعادة النظر بتقريرنا للاتصالات المتنقلة، حيث نتوقع إرتفاع الطلب على الجيل الخامس على ضوء تسارع الرقمنة. نتوقع أنه بحلول العام 2025، سيكون هناك 2.8 مليار اشتراك للجيل الخامس.
ما هي التدابير أو المبادرات التي اتخذتها إريكسون لمواجهة التحديات التي خلّفها الوباء؟ ( في ما يتعلق بالعملاء والموظفين)
لقد تمكنا من رصد الفيروس وكل التأثيرات التي يحدثها يومياً في وقت مبكرٍ. منذ تفشي الوباء، أنشأنا فرق عمل على المستوى العالمي والمحلي لضمان سلامة موظفينا والبقاء بجانب عملائنا.
ومن بعض التدابير الوقائية التي اتخذناها، فرضنا سياسة العمل من المنزل لكل فريقنا العامل في المنطقة وحول العالم. نفذنا سياسات تكنولوجيا المعلومات لتحديث شبكاتنا الداخلية وسمحنا لموظفينا بإحضار أثاث ومعدات المكاتب. كما قمنا بإلغاء جميع المشاركات في الأحداث حيث هناك تجمعات حتى نهاية العام. وقد اتبعنا أيضًا إرشادات قيود السفر منذ تفشي الوباء وفقًا للتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية.
في الوقت نفسه، بقينا بقرب عملائنا لتفهّم كل طلباتهم واحتياجاتهم، ونعمل كل ما بوسعنا لدعم أداء الشبكات وقدرات استيعابها. نحن نتواصل معهم بشكل دائم بواسطة الاجتماعات الافتراضية.
إن مهندسينا والموظفين الميدانيين الموجودين عند الخطوط الأمامية، يشكلون جزءاً من الفرق الأساسية التي تم نشرها خلال الأزمة. فمع إغلاق بلد ما، يظل مهندسونا ناشطين من أجل الحفاظ على عمل الشبكات وتشغيلها وفقًا لإرشادات وتراخيص السلطات المحلية.
مع النمو الكبير في البيانات وتحوّل نمط حركتها بسبب الإغلاق، استنزفت سعة شبكة الهاتف المحمول أكثر من أي وقت مضى. نرى المزيد من الطلب في السوق على الحلول التي تلبي إدارة السعة والاستخدام الفعّال لأصول الشبكة إما باستخدام البرامج أو الأجهزة أو حلول كفاءة الطيف.
يبدو أن الوباء سارع في التحول الرقمي لمعظم القطاعات. ما تعليقك على ذلك؟ هل تشعر أن هذا سيكون له تأثير دائم على جميع هذه القطاعات؟
أظهرت هذه الأزمة حاجة إستخدام الحلول الرقمية. بالتالي، هذا ما سرّع خطط كل الشركات للانتقال نحو التحول الرقمي مما يجعلها في الصدارة وحاضرة للمستقبل. بالاضافة إلى ذلك، نشهد على الكثير من الابتكارات التي تهدف إلى تأمين استمرارية الأعمال. أصبحت السرعة بتنفيذ التحوّل الرقمي مهمة لأي شركة لحماية موظفيها أولاً مع السماح لهم بتلبية طلبات العملاء.
من خلال الحلول الشاملة، تدعم إريكسون مزودي الخدمات في الشرق الأوسط وأفريقيا في الوقت الذي يسرّعون فيه مساعيهم لرقمنة الأعمال والصناعات والمجتمع. في الواقع، تفتح رقمنة القطاع مع الجيل الخامس فرصاً جديدة لمقدمي الخدمات لبناء أعمالهم وتوسيع نطاقها بما يتجاوز الاتصال حيث يمكنهم تقديم تطبيقات مخصصة وخدمات تكامل وحتى إدارة أكبر الأقسام وشبكات إنترنت الأشياء.
كما يشير تقرير إريكسون "الجيل الخامس للوصلة التجارية" الى أنه يمكن للمشغلين الاستفادة من 700 مليار دولار أميركي من الفرص التي ستقدمها السوق العالمية بحلول العام 2030. بالعودة إلى تقريرنا حول إمكانات الأعمال للجيل الخامس التي تفوق النطاق الترددي العريض للأجهزة المحمولة، يمكن لموفري الخدمات في الشرق الأوسط وأفريقيا الاستفادة حتى 46 مليار دولار أميركي بحلول العام 2030.
هل سلط كوفيد- 19 الضوء على ثغرات في السوق يمكن لإريكسون الاستفادة منها؟ إذا نعم فما هي وكيف؟
سنواصل البحث وتطوير المنتجات والخدمات التي تدعم الوصول إلى البنية التحتية للاتصالات بتكلفة مدروسة من خلال تقديم الخدمات التي تدفع النمو الاقتصادي المستدام والحلول المبتكرة عبر مجالات مثل التعليم والخدمات المالية والصحة والاستجابة الإنسانية.
وفقًا لدراسة أجرتها GSMA مؤخرًا، تعد خدمة Mobile Money أساسية في مساهمة صناعة الهاتف المحمول في 15 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة الـ 17. نفتخر في إريكسون بمشاهدة خدمات Ericsson Mobile Money التي قدمها عملاؤنا في المنطقة تواجه التحديات التي تواجهها المجتمعات غير المصرفية. الآن ومع إنتشار كوفيد-19، شهدنا ارتفاعاً في الطلب على المعاملات غير النقدية. سنستمر في الوصول إلى المزيد من الأسواق من خلال عملائنا لتوسيع حل Mobile Money المعترف بفعاليته.
بالإضافة إلى ذلك، ننتقل إلى مساحة جديدة من الآلات والمركبات والأجهزة القابلة للارتداء المتصلة. في هذا المجال، ستظهر نماذج جديدة للمؤسسات والأعمال وتتوفر فرص قيمة جديدة عبر التصنيع والنقل والرعاية الصحية والطاقة، إلخ. نخطط لمواصلة ريادتنا من خلال الاستفادة من هذه الفرص الواعدة بالتعاون مع عملائنا.