بين الأرباح والخسائر، يعيش قطاع التكنولوجيا تقلبات متتالية، لكن المستقبل يبدو مزدهراً مع توسع النشاطات الافتراضية والابتكارات في هذا المجال على الرغم من كل التحديات.
بعد عامين من الأرباح والمكاسب المالية، وعلى عكس رؤية الخبراء للمدى البعيد، يعيش القطاع تراجعاً طفيفاً مع انخفاض أرباح شركات التكنولوجيا بنسبة 5% توازياً مع التضخم العالمي وأزمة نقص أشباه الموصلات. في هذا الاطار من المتوقع أن يتراجع دخل مصنعي الرقائق إلى أكثر من 15% بالاضافة إلى تأثير ذلك على صناعة السيارات والأجهزة الالكترونية واللوحية وغيرها من الابتكارات التي تدخل الرقائق ضمن تركيبتها.
كذلك، ستتراجع أرباح شركات الاعلانات عبر الانترنت بنسبة 20% والحال نفسها للتجارة الالكترونية التي تتنافس مع التجارة التقليدية مع عودة الحياة إلى طبيعتها بعد كوفيد.
يقول الخبراء إن مواقع التواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا العالمية شهدت مرحلة ذهبية ونمواً ملحوظاً مع تغيّر الواقع ونمط الحياة في ظلّ انتشار الوباء. فخلال تلك الفترة لجأت الشركات وكذلك الأفراد إلى الأعمال عن بُعد افتراضياً بدلاً من الحضور شخصياً. أما الآن ومع انتهاء الوباء، تشهد الأسواق تحولاً بارزاً في هذا المجال بسبب التضخم عالمياً والتغيرات الاقتصادية التي نشهدها منذ بداية العام 2022.
للتضخم تأثيره الكبير على شركات التكنولوجيا العالمية التي تكبّدت خسائر كبيرة مؤخراً. ففي فترة وباء كورونا ارتفعت القيمة السوقية لتلك الشركات الى مستويات قياسية لم يشهدها العالم من قبل وصلت إلى ملايين الدولارات. أما مع انتهاء الأزمة الصحية فعادت هذه الشركات إلى أقل مما كانت عليه قبل كورونا حيث اضطرت الحكومات إلى رفع أسعار الفائدة مما كان له أثره على شركات تكنولوجيا المعلومات التي انخفضت أسهمها بشكل كبير بين عامي 2021 و2022.
أما تحول رؤية الشركات لتسريع عملية التحول الرقمي والتركيز على عالم ميتافيرس وخلفياته، فأنفق عمالقة التقنية والتكنولوجيا المليارات للاستثمار بهذا العالم من دون معرفة كيفية استخدامه لأداء أفضل. وتتحدث الدراسات اليوم عن تأثر الابتكارات والمشاريع الناشئة في ظلّ الواقع الجديد.
بدورها أعلنت شركات تكنولوجيا عدة عن التأثيرات السلبية للازمة لكنها تمكّنت من تخطيها بأقل خسائر ممكنة على عكس الكثير من القطاعات الأخرى. فالتكنولوجيا أصبحت من أولوبات حياة الانسان للتواصل والاتصال من أي مكان في العالم.
وفيما يشهد سوق الهواتف الذكية تراجعاً أيضاً بنسبة 9% بعد التراجع الذي طال مبيعات أجهزة الكمبيوتر أيضاً، وهو ثالث انخفاض لهذا العام، ذكرت شركات التكنولوجيا بالخدمات التي تسعى الى تقديمها لتعزيز مبيعاتها وزيادة أرباحها مقارنةً بالسنوات الماضية.
خلال أكتوبر 2021 كان الواقع مختلفاً تماماً عن العام الحالي مع زيادة التخوف من التضخم والركود الاقتصادي من قبل العملاء والشركات على حد سواء. فكيف سيكون واقع قطاع "الحياة" التكنولوجيا خلال السنوات المقبلة وهل من عقبات جديدة ستؤخّر عملية النمو؟