Advertisement

منتهي الصلاحية
تقارير وتغطيات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

تحتاج الشركات إلى تقنيات متطورة تمنحها القدرة على التنقل بين الشبكات وتحليل البيانات بمرونة وسهولة تامة. ومع نمو قطاع الاتصالات والحاجة إلى التكنولوجيا، ازدهر دور الشرائح الالكترونية في منطقتنا التي تتجه نحو التحول الرقمي والحلول الذكية الشاملة.

يتبنى العديد من دول الخليج والمنطقة العربية الشريحة الالكترونية لما تتيحه من فوائد مقارنةً بالشريحة التقليدية. وبحسب ما كشفته شركة غارتنر، من المتوقع أن تصل ايرادات الشرائح الالكترونية في العام 2025 إلى 705 مليار دولار بعدما وصلت في العام 2024 إلى 626 مليار دولار. مع استمرار منطقة الخليج في دفع عجلة الابتكار الرقمي، تكتسب الشريحة الالكترونية زخماً متزايداً لدى المؤسسات والحكومات المحلية ومنها الامارات والمملكة العربية السعودية وقطر التي تعتمد بشكل أكبر على هذه التقنية. من دبي إلى الدوحة، يعكس الطلب المتزايد للوصول إلى خدمات الهاتف المحمول عبر الحدود اتجاهاً إقليمياً أوسع: إعطاء الأولوية للحلول الذكية التي تعزز السفر والأعمال والاتصالات في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. تعتبر الشريحة الالكترونية مثالية لنمط العيش في الخليج العربي حيث تتوسع فيه الأعمال والاستثمارات وتنشط فيه حركة السياحة والسفر مما يتطلب حلول اتصال سريعة تمنح للمستخدم تبديل الشرائح الكترونياً.

 

ماذا بالنسبة للشرائح الالكترونية في الخليج؟

خلال السنوات الأخيرة، تمكّنت الدول العربية والخليجية بشكل خاص من تثبيت مكانتها على مختلف المستويات متجاوزةً الكثير من الدول لتصبح مركز عالمي للأعمال والسياحة والتقنية على حدّ سواء. هذا الوضع دفع بحكومات الخليج إلى اعتماد الحلول الرقمية لتكون من أكثر الدول استخداماً لها. الأمر لا يقتصر على حالات استخدام معيّنة بل يتوسع لتصبح اليوم الشرائح الالكترونية الأكثر اعتماداً في المنطقة لا سيما في الامارات، دبي وأبوظبي، والدول المجاورة.  

عوامل عدّة ساهمت بنمو الشرائح الالكترونية ودعم استخدامها، أبرزها حركة السفر المتنامية. فبفضل مكانتها كمركز عالمي للسياحة والأعمال، تعتبر الامارات من أكثر الدول اعتماداً لتقنية eSIM في المنطقة. مع وصول المسافرين إلى المطار يزداد بحثهم عن طرق سريعة للوصول إلى بيانات الهاتف المحمول دون دفع رسوم التجوال أو التأخير في متاجر الاتصالات المحلية.

تدعم الشريحة الالكترونية الاماراتية للسفر والانترنت عبر الهاتف المحمول التفعيل الفوري عبر رمز الاستجابة السريعة، وهي تتوافق مع معظم الهواتف الذكية الحديثة في وقت أصبح فيه الاتصال الموثوق ضرورة وليس خياراً. تتيح الشريحة الالكترونية للمسافرين والسياح الاتصال بالشبكات المحلية فور وصولهم إلى المطار، مما يدعم جميع خدمات النقل من المطار إلى الدفع عبر الهاتف المحمول من أي مكان. يعكس نمو سوق الشريحة الالكترونية في الشرق الاوسط، الذي وصل إلى نسبة 20% في عام 2024، رغبة المنطقة في التوجه نحو تحقيق التحول الرقمي الشامل مع زيادة استخدام الانترنت.

في قطر، ازداد الطلب على شرائح eSIM بشكل كبير مع استمرار الدولة في استقبال الزوار الدوليين لحضور الفعاليات والمؤتمرات وتنشيط السياحة الثقافية. ومع بروز الدوحة كوجهة رئيسية للسفر والأعمال، أصبحت الحاجة إلى اتصال سريع وموثوق أكثر من أي وقت مضى. بدورها، تُقدّم الشريحة الالكترونية القطرية حلاً رقمياً للمسافرين الذين يرغبون في البقاء على اتصال دائم دون الحاجة إلى استبدال الشرائح الكترونية التقليدية.

كذلك شهدت المملكة العربية السعودية ارتفاعاً ملحوظاً بحركة السفر مع استقبالها لأكثر من 100 مليون زائر نتيجة تعزيز الاعمال والمشاريع والترفيهية في الممكلة. في ظلّ ذلك، تلتزم الحكومة بتطوير وجهات سياحية وثقافية تعزز التنمية المستدامة في البلاد بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. 

تشتهر دول الخليج بالسفر عبر الحدود بشكل متكرر، سواء للعمل أو السياحة أو الزيارات العائلية. وتعتبر تقنية eSIM ذات قيمة خاصة في هذه المنطقة، حيث يتنقل المسافرون غالباً بين الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية والبحرين وعمان والكويت.

 

الشريحة الالكترونية تساند الاستراتيجيات الوطنية

يتماشى تزايد توفر شرائح eSIM مع أهداف التحول الرقمي الإقليمي. وتؤكد مبادرات مثل دبي الذكية، ورؤية المملكة 2030، ورؤية قطر الوطنية 2030 على أهمية تبني البنية التحتية الذكية والتقنيات المتصلة. ومع تزايد عدد الهواتف الذكية والأجهزة المتصلة التي تدعم تقنية eSIM المدمجة، من المتوقع أن تشهد منطقة الخليج نمواً مستمراً في استخدام البطاقات الرقمية.

إلى جانب مرونة الاستخدام وسهولة الادارة، تُسهم شرائح  الالكترونية في الاستدامة من خلال تقليل الحاجة إلى بطاقات بلاستيكية والتغليف المادي. وهذا يدعم التزام المنطقة بالابتكار الأخضر، ويُرسّخ مكانة شرائح الالكترونية  كحلٍّ مُبتكر للسفر العصري.

 

كيف تتعامل شركات الاتصالات مع تقنية eSIM؟

تحرص شركات الاتصالات على توفير تجربة مميّزة للعملاء والمستخدمين في ظلّ منافسة عالية وتنوع الاحتياجات المتغيّرة باستمرار. استجابةً لذلك، تركز الأخيرة على تطوير استراتيجياتها وتحسين خدمة العملاء لاتصال أسهل وأسرع وتوفير زمن استجابة منخفض.

على هذا الخط، أعلنت شركة "دو" خدمتها الخاصة للشريحة الالكترونية Travel eSIM، للمسافرين عبر مطارات الامارات. توفر هذه البطاقة اتصالات بالانترنت خلال الرحالات المتواصلة لدى أكثر من 190 دولة بأسعار تنافسية. كما يمكن للمسافرين الاتصال بشبكة واي-فاي المجانية في المطارات واختيارات باقات البيانات وفقاً لاحتياجاتهم.

وبينما تواكب التطورات التقنية، سبق أن أطلقت شركة زين السعودية شريحتها الاكترونية الأكثر تقدماً التي توفر خدمات عالية الجودة للعملاء. تعمل شركة زين السعودية على توفير أحدث التقنيات استجابةً لمتطلبات العملاء. يمكن تضمين الشريحة الالكترونية بالهاتف المحمول أو أي جهاز الكتروني ويمكن تعديل المعلومات المخزنة داخلها. هي لا تحتاج إلى مساحة كبيرة ويمكن أن تُغني عن استخدام الشريحة التقليدية. كما تساهم في تحسين أداء البطارية كونها تستهلك نسبة أقل من الطاقة مقارنةً بالشريحة التقليدية.

هذا وتقدم الشريحة الالكترونية الخاصة بفودافون قطر الراحة والسهولة لاستخدامها من قبل جميع المستخدمين. تعتبر بديلاً للشريحة التقليدية وهي صديقة للبيئة أيضاً. من ناحية أخرى، يمكن للمستخدمين الاستفادة من شريحة موبايلي المدمجة التي يمكن تفعليها مع الشريحة التقليدية لتحسين تجربة المستخدمين بأعلى كفاءة والجودة.

تدعم شريحة فودافون عمان الالكترونية الأجهزة المزدوجة لاستخدام رقمين وهي أيضاً تعتبر صديقة للبيئة كونها لا تحتاج إلى توصيل أو تغليف.  

من حيث الاتصالات الفعلية، أفادت GSMA بوجود 1.2 مليار اتصال بالشريحة الالكترونية عبر الهواتف الذكية والساعات الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية في عام 2021. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام بشكل ملحوظ، لتصل إلى 3.4 مليار اتصال خلال العام الجاري، على أن تستخدم 25% إلى 40% من جميع اتصالات الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم الشريحة الالكترونية.

 

تحديات وقيود الشريحة الالكترونية

تحديات تتمثل أمام الشركات والعملاء بمجرّد ادماج الشريحة الالكترونية بأنظمة الاتصالات والشبكات. بالنسبة لقدرة التوسع، قد يكون من الصعب ضمان انتشار الشريحة الالكترونية بشكل كامل خصوصاً في الأجهزة والهواتف المحمولة الأقل تطوراً التي تدعم التقنيات الحديثة.

من ناحية الاستخدام، ورغم سهولتها الا أن هذا الأمر غير محتّم بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بمعرفة محدودة في مجال التكنولوجيا والتطورات الرقمية المشابهة فيكون ادماج الشريحة الالكترونية مسألة مربكة بالنسبة لهؤلاء.

أمنياً، قد تكون الشريحة الالكترونية الشريحة الأكثر أماناً مع عدم وجود بطاقة فعلية. رغم ذلك، لا تزال الهجمات السيبرانية أمراً محتملاً مع اعتماد الشريحة الالكترونية مما يسهّل وصول المقرصنين إلى المعلومات الشخصية والتحكم بالاعدادات.

بالنظر إلى المستقبل، تشير التوقعات إلى أن نصف اتصالات الهواتف الذكية قد تعتمد على بطاقات eSIM بحلول عام 2028. وبحلول عام 2030، تشير التقديرات إلى أن 76% من اتصالات الهواتف الذكية - أي ما يعادل 6.7 مليار جهاز - ستتم عبر بطاقات eSIM. سيصل هذا الرقم إلى حوالي 5.6 مليار جهاز (61% من إجمالي الاتصالات). وفي سيناريو أكثر تفاؤلاً، سيشهد 88% من جميع الاتصالات، أي 8 مليارات جهاز، ستكون مدعومة بتقنية eSIM.

تُسهم الراحة والمرونة والتوفير في التكاليف المرتبطة بتقنية الشريحة الالكترونية في تسارع وتيرة تبنيها من قِبل المستهلكين. ويزداد إقبال العملاء على الأجهزة المزوّدة بها بفضل سلاسة اتصالها، وقدرتها على دعم حسابات متعددة على جهاز واحد، وميزات أمان eSIM المُحسّنة. ومع توسّع شركات التكنولوجيا وصناعة الهواتف المحمولة، في خطوط منتجاتها المتوافقة مع الشريحة الالكترونية، وتوسّع شركات تشغيل الشبكات في دعمها لهذه التقنية، لا يبدو أن هناك أي تباطؤ في تبني المستخدميم لها أقلّه على المدى المنظور.