Advertisement

منتهي الصلاحية
تقارير وتغطيات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

انتشرت التكنولوجيا والابتكارات الرقمية بعمق في المجتمع لتغير مسار حياتنا رأساً على عقب. فتخيّل حجم المهام التي نحتاج فيها إلى التكنولوجيا وتأثير وجود الهواتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر التي دخلت إلى السوق بأشكل وأسعار متفاوتة لتناسب قدرة الجميع. وقد أحدثت الحلول المبتكرة ثورة فعلية لتعيد تشكيل المجتمع ووجود الانسان.

 ان التطور غير المسبوق في الحوسبة والاتصال جعل الأجهزة الالكترونية أكثر نمواً ليتم دمجها في جميع القطاعات لتسهيل العمليات التشغيلية. تغيّرت درجة تفاعل الانسان مع الأجهزة الالكترونية بحجم قوة عصر التكنولوجيا وانتشارها والمهام التي تتطلّب وجودها. هذا الواقع يضع الباحثين بمجال التكنولوجيا أمام مهمّة كبيرة تقضي بتصميم طرازات جديدة من الأجهزة الالكترونية الذكية القادرة على الاستجابة إلى احتياجات العملاء ومتطلباتهم المتغيرة باستمرار. كما يدرس الخبراء حاجة التفاعل الآلي – البشري لتحسين جودة الحياة على كافة المستويات. ففي وقت يلقى فيه المستخدم صعوبة للوصول إلى معلومات معيّنة أو التواصل مع الآخر، تبرز أهمية الأجهزة الالكترونية والتطبيقات المدعومة من الذكاء الاصطناعي لتقديم كل المساعدة المطلوبة بالاضافة إلى روبوتات الدردشة المبرمجة على التكيّف مع الواقع الحقيقي والتواصل المباشر مع الانسان. وعلى ضوء ذلك، يعمل رواد التكنولوجيا على تزويد كل البرمجيات والتطبيقات بالأدوات الللازمة لتطوير الأشياء وتحفيز اعتماد الحلول الرقمية الذكية مع كل التسهيلات التي تقدمها.

 تجلب الأجهزة الالكترونية تجارب ترفيهية، تعليمية، ثقافية جديدة للمستخدم بعدما أصبح بامكانه التحكّم عن بُعد بكل ما يريد.

إلى جانب السرعة، تجلب الأجهزة الالكترونية تجارب ترفيهية، تعليمية، ثقافية جديدة للمستخدم بعدما أصبح بامكانه التحكّم عن بُعد بكل ما يريد. أما الهواتف الذكية الحديثة فقد ارتقت بالتفاعل البشري إلى مستوى جديد، بتحويلها شاشة العرض بأكملها إلى واجهة مستخدم متعددة اللمس. وسرعان ما أصبحت لوحات المفاتيح المدمجة في الهواتف قديمة الطراز. الآن، ما عليك سوى لمس الشاشة للتحكم بالمحتوى الرقمي. هذه الخطوة العملاقة في التفاعل بين الإنسان والجهاز تجسّد علاقة الانسان مع العالم الافتراضي والأبعاد التي قد تأخذها. كل هذه الابتكارات وسواها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فماذا بانتظارنا مع الابتكارات المقبلة؟

الأجهزة الالكترونية والروبوتات تتخطى التفاعل البشري

يشمل تطور قطاع التكنولوجيا والأجهزة الالكترونية الواقع المعزز والواقع الافتراضي. ومع الثورة الرقمية، تجاوزت هذه الأجهزة دورها مع تطور التفاعلات البشرية الطبيعية البديهية من خلال النظرات والايماءات ونبرة الصوت. وقد نرى النتيجة الفعلية للأجهزة الالكترونية التفاعلية عبر سماعات الواقع الافتراضي أو نظارات الواقع المعزز التي تزيد من انتاجية المستخدم وتجعله ينغمس في العالم الافتراضي تماماً بمرونة وسلاسة. هذا بالاضافة إلى الأجهزة التي يمكن التفاعل معها عبر حركات الجسم واليدين لاختيار أي خدمة من قائمة الخدمات على التطبيق وتشغيله عن بُعد. كما نشهد على التقنيات التي تعمل بالصوت مثل مساعد غوغل، وأليكسا من أمازون، وسيري من آبل. لا نحتاج إلى لمس أي أزرار بل يكفي  التحدث إلى الأجهزة. إلا أن هذا يتجاوز الهواتف الذكية ومكبرات الصوت الذكية. الآن يمكن للأجهزة الالكترونية التفاعلية مثل السماعات الذكية الإجابة عن أسئلة المستخدم، وتتبع النشاط البدني والإدراكي، وتذكيرك بمهامك، ونسخ الكلام، وحتى ترجمة اللغات بشكل سري. تُنجز تقنية أجهزة السمع الحديثة كل هذا من خلال التحدث إلى الجهاز والتواصل معنا.

تُعطينا التطورات الحديثة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، المستند إلى نماذج لغوية ضخمة مُدرَّبة بكميات هائلة من البيانات، لمحةً عن مستقبل التفاعلات بين الإنسان والإنترنت. لن يقتصر الأمر على مجرد طرح سؤال والحصول على إجابة، بل سنخوض محادثات أعمق مع جهاز ذكي.

تخيّل أنك تتحدث عن عطلتك القادمة وتحصل على توصيات بناءً على تفضيلاتك الشخصية وظروفك. تخيّل أنك تطرح سؤالاً صحياً وتحصل على معلومات قيّمة فور توفر موعد مع أخصائي. في حين أن الواجهة الشائعة لنماذج اللغة الكبيرة اليوم، مثل شات جي بي تي من OpenAI أو "بارد" من غوغل، تعتمد على النص، فإن جهاز سمع وتواصل ثنائي الاتجاه، يعمل دائمًا ويكاد يكون غير مرئي، يمكن أن يجعل هذه التجارب سلسة.

لكن ما لم نتوقعه في يوم، قد حصل. تمرّد الروبوت على مبرمجيه... خبرٌ ضجت فيه مواقع التواصل الاجتماعي حيث أظهر فيديو روبوتاً يقوم بمهاجمة مبرمجه بمجرّد تشغيله. لم تُعرف الأسباب الفعلية خلف ما حدث إلا أن هذا الأمر زاد التساؤلات حول أمن الروبوتات التي تُستخدم اليوم وقد يكون ذلك انذاراً لمشاكل كبيرة قد يواجهها المستخدمون مع الأجهزة الالكترونية الذكية التي يعتمدونها.

كيف تطوّرت علاقة الانسان بالتكنولوجيا؟

يقيّم متخصصون بالعلوم السلوكية مجتمعنا الحالي المشبّع بالتكنولوجيا والابتكارات. فبينما نشهد تطوراً ملموساً، يسعى الانسان إلى تحقيق أقصى فائدة ممكنة من التكنولوجيا دون التغاضي عن دور اليد العاملة البشرية وأهميتها في ادارة الأعمال.

لكي يتقبّل المجتمع والأسواق والشركات وجود الروبوتات والأجهزة الالكترونية، من الضروري فهم طريقة التواصل والتفاعل مع هذه الأخيرة لتكوين علاقات ايجابية بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي. أمام ذلك، تهدف الشركات المصنعة للروبوتات وشركات التكنولوجيا إلى ابتكار أجهزة الكترونية مستحدثة فائقة الذكاء والمسوؤلية للتعامل في المجتمعات ويمكن استخدامها في مختلف المهام. فمثلاً، باتت الروبوتات اليوم تعتمد في الفنادق والمطاعم والمطارات والاماكن المزدحمة لتسهيل الأعمال وتسريعها وتقديم تجربة مميزة للعملاء. رغم التساؤلات والشكوك حول مستقبل الروبوت، إلا أنه أصبح أساسياً في قطاعات مختلفة ومنها النقل والصحة والتعليم وغيرها ويعتبر الصديق الاول للانسان.

أما من ناحية الواقع الافتراضي، فيُتيح للسمتخدمين تجربة عالم الانترنت من كل جوانبه. وبينما تغزو الابتكارات التكنولوجية عالمنا، يعتبر الخبراء أن من المهم فهم هذا التحول بشكل أعمق وعدم الانغماس بالتأثيرات السلبية لهذا التحول بل الاستفادة من ايجابياته على مختلف الأصعدة. يُستخدم الواقع الافتراضي لتجربة عالم آخر عن بُعد. من مكانك يمكنك الوصول إلى بلدان مختلفة، وشخصيات تنوعة والتفاعل معها كما يتم التفاعل مباشرةً على أرض الواقع. هذا ويوفر العالم الافتراضي قيمة قيّمة لاجراء أبحاث مهمة، اكتشاف معلومات عدّة مثيرة للاهتمام أو اتمام مهام بسرعة يستحيل اجراؤها في الواقع اليومي. فضلاً عن الألعاب الاكترونية التي تتيح للمستخدم تجربة ترفيهية مميّزة تزيد من تفاعل الانسان مع عالم الانترنت.

يتجاوز تأثير التفاعل بين الإنسان والحاسوب وتجربة المستخدم مجرد الراحة؛ بل يتعلق ببناء مجتمع رقمي أكثر شمولاً وديمقراطية. يُكلف المصممون والمطورون الآن بتحدي استباق احتياجات قاعدة مستخدمين متنوعة، وضمان أن تكون التكنولوجيا أداةً للتمكين لا عائقًا. ويشمل ذلك كل شيء، بدءًا من تصميم مواقع ويب سهلة الوصول للمستخدمين ذوي الإعاقة، وصولًا إلى إنشاء تطبيقات سهلة الاستخدام يمكن استخدامها عبر مختلف الثقافات واللغات.

 يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في مستقبل التفاعل بين الإنسان والآلة وتجربة المستخدم.

أين الذكاء الاصطناعي من هذه العلاقة؟

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في مستقبل التفاعل بين الإنسان والآلة وتجربة المستخدم، إذ يُقدم تجارب مُخصصة تتكيف مع احتياجات المستخدمين ومتطلباتهم على المستوى الفردي. وبتسخير قوة الذكاء الاصطناعي، يُمكن لمصممي البرمجيات إنشاء أنظمة تتعلم من التفاعلات اليومية، مما يجعل كل تجربة أكثر سهولة وفعالية من سابقتها. تُمهد هذه العلاقة التكافلية بين الذكاء الاصطناعي والتفاعل بين الإنسان والآلة  الطريق لمستقبل تُصبح فيه التكنولوجيا امتداداً طبيعياً للتجربة الإنسانية.

إن ثورة التفاعل بين الإنسان والحاسب الآلي وتجربة المستخدم ليست مجرد شهادة على الإبداع البشري، بل هي دافع أكبر لتوسيع آفاق الحلول الذكية بما يتماشى مع المستقبل حيث سيكون التفاعل بين الانسان والآلة حتمياً وأكثر شمولياً.

تتطور التكنولوجيا بسرعة مذهلة وهذا التطور بدأ بهدف خدمة الانسان وتحسين حياته انما المسار الذي تأخذه هذه التقنيات في السنوات الأخيرة تُثير مخاوف خبراء التقنية من الدور الذي قد تلعبه الأجهزة الالكترونية من دون حدود. فهل تنافس الأجهزة اللوحية والحاسوب وغيرها من الآلات الانسان وتهدد وجوده في وقت أصبح من الصعب فيه تجاهل الأخيرة.